×
محافظة المنطقة الشرقية

مؤسسة «قبس» للقرآن الكريم تختتم دورتها التدريبية اليوم

صورة الخبر

«إن الناس يحكمون على ما يشاهدون.. طائرتي ويختي وبيوتي، ولكنهم لا يعلمون أني أعمل بهمة وجد حتى أتمتع بهذه الرفاهية»، هي جملة بسيطة رد بها «البليونير» السعودي عدنان جاشقجي على منتقدي ثرائه، معتبرًا أن الطائرة تمثل بالنسبة له مجرد وسيلة لمقابلة الزبائن والإشراف على أعماله. وُلد عدنان خاشقجي في في يوليو 1935 في الرياض بالسعودية، لأب يعمل طبيبًا خاصًا للملك الراحل عبدالعزيز آل سعود، وهو الابن البكر لوالديه وله 4 أشقاء، ودرس في كلية «فيكتوريا» بمحافظة الإسكندرية عام 1947، وكان من ضمن زملائه الفنان الراحل عمر الشريف. وحسب رواية أشرف توفيق في كتابه «مشاهير.. وفضائح»، سافر «خاشقجي» إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة هندسة تكرير البترول في جامعة «شيكو» بسان فرانسيسكو. وخلال دراسة «خاشقجي» بالولايات المتحدة الأمريكية تعرف على زميل له يعمل والده في مجال الكباري والنقل، وعلم أن الشركات لا تمتلك لوريات، بل يستأجرونها. واستغل «خاشقجي» الأمر بإرسال والده له مبلغًا ماليًا ليشتري لنفسه سيارة، لكنه توجه إلى أحد البنوك واستلف مبلغًا إضافيًا، وتمكن من شراء لوري وأجره للشركات الأمريكية بمبلغ 200 دولار في الشهر، ومن هنا بدأت رحلته حسب رواية «توفيق». وعاد «خاشقجي» إلى السعودية في خمسينيات القرن الماضي بعدة توكيلات تجارية، وفي عام 1956 احتاجت السلطات في المملكة إلى لوريات تسير في الصحراء. وهنا تقدم «خاشقجي» بنفسه إلى السلطات، وورد إلى الجيش السعودي لوريات بموجب عقد بقيمة 4 ملايين جنيه، واستغل أرباحه في هذه الصفقة باستثمارها في شراء أسهم شركات أمريكية ضاعفت عوائده المادية. توريد اللوريات إلى الجيش السعودي قدمت أوراق اعتماد «خاشقجي» لدى السلطة، وحاز على ثقة الملك بحصوله على امتياز لاستخراج مادة الجبس، إضافةً للعديد من الصفقات التي أبرمها مع مؤسسات المملكة. وفي تلك الفترة وسع «خاشقجي» نطاق أعماله، وحصل على وكالات تجارية من شركات أجنبية منها «رولزرويس» للسيارات، و«لوكهيد» للطائرات، و«ويستلاند» للطائرات المروحية. وترأس «ترياد هولدينج»، وهي شركة قابضة تسيطر على 53 شركة أخرى مختلفة النشاطات وموزعة على جميع أنحاء العالم، وهنا ساعد «خاشقجي» في إدارتهم اخواه «عادل» و«عصام»، وابنته «نبيلة»، وقدرت تقارير حجم مكاسب هذه المؤسسات 600 جنيه في الدقيقة الواحدة حسب رواية «توفيق». يمتلك «خاشقجي» 12 بيتًا موزعًا على نيويورك، وباريس، وروما، ولندن، والرياض، وبيروت، ومدريد، وماربيلا، وكينيا، وجزر الكناري، وتصل قيمة مقتنياته في منزله بفرنسا 30 مليون جنيه استرليني. وتابع «توفيق» روايته: «تبلغ مساحة مزرعته في كينيا حوالي 600 ألف فدان، ، وهي أكبر مزرعة في كينيا، وله مزرعة كبيرة في بلدة ماربيلا الإسبانية يعمل فيها 68 شخصًا ومساحتها 200 ألف فدان، وفيها 5 بحيرات، و70 ألف طير، و1200 غزالة، إضافةً إلى 30 حصانًا أصيلًا للركوب، وفيها أيضًا مهبط خاص لطائرات الهليوكوبتر». واستمر «توفيق» في حصر أغلب ممتلكات «خاشقجي»، والتي تقدر بالملايين، مشيرًا إلى أن صحف العالم وصفته بـ«أغنى رجل في العالم»، إلى أن انتقل للحديث عن لحظات سقوطه. وهنا أردف «توفيق»: «فقد اسم خاشقجي بريقه وبات صاحبة يواجه عشرات الدعاوى في المحاكم، أقامها عليه دائنوه في محاولة لاسترداد جزء من المال التي كانوا قد استلفوها لشركاته العديدة، والتي تزيد عن 150 مليون دولار في أمريكا وحدها». واعترفت شركة «لوكهيد» للطائرات، في تحقيقات أجرتها وزارتي الدفاع والعدل الأمريكية، بأنها دفعت لـ«خاشقجي» 106 مليون دولار في الفترة 1970: 1975، كعمولة لصفقة بيع طائرات للمملكة السعودية، وأدعت شركة «نورثروب كوربوريشن» أنها دفعت له مبلغ 450 ألف دولار كرشوة لسعوديين، وهو ما أنكره «البليونير». دخل «خاشقجي» في شراكة مع «هوارد هيوز» البليونير الأمريكي، لإنشاء مجمع صناعي ضخم بمدينة «سولت ليك» في ولاية «يوتا» الأمريكية، إلا أن الأخير انسحب، لكن الرجل السعودي أكمل وحده وقرر تدشين مجمع تجاري بنفس المنطقة، لكنه سافر بعدها بسبب قضايا الرشاوى سالفه الذكر. وعاد «خاشقجي» إلى الولايات المتحدة بعد عامين، واضطر حينها إلى بيع ما دشنه في «سولت ليك» إلى شركة في كاليفورنيا، بسبب نقص عوائده المالية. ورجح «توفيق» أن سبب خسائر «خاشقجي» المالية هو سقوط الرئيس السوداني جعفر النميري في عام 1985، وقضى ذلك على آماله في استرداد 50 مليون دولار استثمرها للتنقيب عن البترول بالخرطوم. ونشرت مجلة «كاميو ديفيسيس» الإسبانية أن «خاشقجي» وقع 16 شيكًا تتراوح قيمتها بين 50 ألف إلى 100 ألف جنيه، لكنهم كانوا من غير رصيد. كما تكبد «خاشقجي» خسائر مالية كبرى بسبب انخفاض أسعار النفط حسب رواية «توفيق»، واستمر «البليونير» يتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى إلى أن كشفت تحقيقات الكونجرس الأمريكي تورطه في صفقة توريد الأسلحة الأمريكية إلى إيران. بعدها حجزت السلطات الأمريكية على شقته في نيويورك، إضافةً إلى طائرتيه، وباع يخته الخاص إثر عدم قدرته على تسديد قرض قيمته 50 مليون دولار من سلطان بروناي، وغيرها من المصائب التي حلت به. وختم «توفيق» حديثه قائلًا: «لقد كان تدهور أوضاع خاشقجي مذهلًا بنفس درجة بروزه، فذات يوم كان كل شئ يلمسه الخاشقجي يتحول إلى ذهب، وبات اليوم محاصرًا من قبل دائنين غاضبين».