قتلوكِ! أضاعوا شرفكِ وعفتكِ! اغتالوا براءتكِ! مزّقوا رقتك وخدشوا نعومتك! انقضوا عليكِ كما الأسد عندما ينقض على فريسته..لطخوا أيديهم بدمائك التي تجري في وديان هذا الزمان لم تنضب ولم تجف حتى الان. رائحة فعلتهم الشنيعة النتنه تجوب المكان..تركوكِ أشلاء ممزقة..إلى أين رحلتِ ياترى؟ أحســـــن الله عزاءنا. كنتِ ياجميلتي أنيقة،راقية،مبهرة تحبين الجميع وتسعين لإسعادهم ورسم البسمة على شفاههم. كنتِ ياجميلتي تعطين الجميع الامان وتغمرينهم بأحضان الحنان وتُربتين على أكتافهم.. بساطتك كانت ولازالت تبهرني..كنتٍ تحبين أن يكون الجميع على قلبٍ واحد..بعضهم يحب بعضا..وبعضهم يساعد بعضا..يفرحون ويحزنون لفرح ولحزن بعضم بعضا. كنت دائما تسعين لإبعاد الهموم والاحزان عن طريقهم..كنتِ تحبين الخير والأخيار وتمقتين الشر والأشرار. الآن أنا أتساءل أين أنتِ أيتها الفاتنة؟ ألم يتغلغل داخلي..وغصة تقف على مجرى تنفسي..العبرات تخنقني..غارقة في كومة كبيرة من الأسئلة..متلهفة جدا للحقيقة..متعطشة جدا للإجابة. تلك العجوز صاحبة التجاعيد قبيحة المظهر الماكثة بيننا هل هي نفسها تلك الفتاة الفاتنة؟ الآن علمت أنهم لم يقتلوها بل عبثوا الفساد فيها حتى جعلوها تشيخ مبكرا..واشتعل رأسها شيبا..وغطت التجاعيد وجهها. ليس كل قلب ينبض حيّا..وليس كل جسد به روح..وليست كل روح بها ضمير. نحن بني البشر من تلطخت أيدينا بدماء الحياة..قتلنا روح طفولتها..غيّرنا بروتوكولاتها حتى ضاعت بساطتها وعفويتها. كانوا يعيشون فيها آمنين مطمئنين يأتيهم رزقهم رغدًا من كل مكان..فماذا فعلنا حتى حلّ بنّا ماحلّ..وامتلأت حياتنا شغب وصخب ولعب ولهو.. وبتنا في زمنٍ هذا يسفك دم هذا..وهذا يقذف عرض هذا..وهذا يأكل حق هذا..فانتصر الظالم وذَلّ المظلوم.. أصبحنا نلهث وراء رفاهيات ومغريات الحياة ومستجداتها حتى تجردت من عفتها وبساطتها، بتقليدنا للغرب واقتباس عاداتهم وتقاليدهم وتشريعاتهم! نرقص ونغني طربًا احتفالا بعيد الام وعيد الحب ويوم الميلاد وعيد الوطن وما شابهها.. هل نسينا أم تناسينا أننا أمه يحكمها كتاب الله ودستور الشريعة..حقًّا أننا أمة لايفقهون.. أترين ياجميلتي؟ أترين هذا الزمان ظهروا الطغاه والجبابره من كل حدب وصوب وعبثوا في الأرض الفساد..احتلوا الأوطان واغتصبوا الديار وهتكوا الاعراض ونشروا الرعب بين الآمنين. جميلتي :نحن الآن في زمن التبرج والسفور! أخبريني ماذا حل بأولئك اللاتي يضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن؟! عزيزتي نحن الآن في زمن انتشار الإشاعات والأكاذيب..نحن في زمن النفاق والخيانة والظلم والانتقام..والأدهى والأمرّ كـــانوا لايتناهون عن منكر فعلوه.. هل حقًّا أصبحنا في زمن القابض على دينه كالقابض على جمره؟ عذرًا يا الزمان كررت الكلمة كثيرًا أعلم بأنه ليس لك حيلة بهذا..قلوبنا وعقولنا وجوارحنا من غيّرت الحياة من حال إلى حال. صدق الشاعر عندما قال: نعيـب زماننـا والعيـب فيـنـا ومـال زماننـا عـيـب سـوانـا ونهجو ذا الزمـان بغيـر ذنـب ولـو نطـق الزمـان لنـا هجانـا. هل ستعودين عزيزتي كما كنتِ أم أصبحتِ تعشقين الانتقام وتتلذذين بطعمه..ماذنبنا نحن الابرياء ليس لنا علاقة بأولئك الذين دنسوا سمعتك. أخبريني هل ستعودين ؟ سأبقى في ساحة الانتظار وسأسعى جاهدةً حتى آخذ نصيبي منك..وتتحقق أحلامي..ويعم الأمن والهدوء والسكينة والخير الكثير أرجاء العالم الإسلامي. (أسأل الله ذلك).. أحبكِ أيتها الفاتنة..وبالتأكيد لن أنسى أنكِ مخادعـــة فانية، تجيدين ارتداء الأقنعة..لكن هذا لايهمني طالما أن قلبي يضخ الدم في جميع أنحاء جسمي. سأجعل القران منهاجي..ورضا والداي نصب عيناي..وطموحاتي وأحلامي أمامي..وسأغوص في بحار تجاربك احتفظ بكل مايفيدني وألقي بما يعرقل سيري خلف ظهري.. قبل أن أنهي حديثي .. أيتها الفاتنة ستعودين طيبة كما كنتِ إذا أصبحنا يد واحدة..ووضعنا هدف واحد..واحرقنا قاذورات الحياة المنتشرة في مجتمعنا..أو ألقينا بها في غياهب البحار والمحيطات حيث تلتقمها الحيتان.. لكن هل سيحدث ذلك؟ لست متفائلة.