إندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش العراقي والمسلحين في بلدات وقرى على اطراف الفلوجة فجر امس، فيما فجر مسلحون جسرين حيويين في الانبار، وحذر خطباء الجمعة في الفلوجة الجيش و»الميليشيات» من دخول المدينة. وقال مصدر من داخل مدينة الفلوجة لـ «الحياة» امس ان «معارك عنيفة تجري بين قوات الجيش والمسلحين منذ ليل اول من امس في مناطق السجر والبو عيسى والبو حاتم والفحيلات والعناز». واضاف ان «مروحيات الجيش شاركت في الاشتباكات التي جرت غرب المدينة قادمة من الرمادي وتعرضت لاطلاق نار، ما ادى الى انسحابها من مواقع الاشتباكات. وأوضح ان سبب الاشتباكات انتقال المسلحين الى الهجوم على الجيش الذي خسر عدداً من الثكنات المنتشرة في هذه المناطق بعد قطع الاتصال بين عناصرها والقيادة. الى ذلك، كشف مصدر عشائري في منطقة الكرمة المحاذية للفلوجة ان «المسلحين بدأوا بشق انفاق لربط المناطق التي يحاصرها الجيش». وقتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصيب 53 ، بينهم نساء واطفال في قصف مدفعي واشتباكات جنوب الفلوجة. وقال فيصل العيساوي، مدير ناحية عامرية الفلوجة ان «قصفا مدفعيا استهدف منطقة زوبع الى الجنوب طوال ليل الخميس- الجمعة اعقبته اشتباكات مسلحة». واضاف ان «المسلحين ردوا على القصف وهاجموا مواقع للجيش وسيطروا على بعضها كما سيطروا على جسر الشكر في المنطقة ذاتها». وتقع منطقة زوبع على بعد حوالى 15 كلم جنوب الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، حيث يواصل مسلحون من ابناء العشائر واخرون من تنظيم «داعش» السيطرة على بعض الاماكن. واشار العيساوي الى ورود اخبار عن وقوع قتلى وجرحى جراء القصف والاشتباكات. بدورها، تفرض قوات الجيش حصارا شديدا على المدينة. ودفعت الاشتباكات والعمليات العسكرية التي تشهدها محافظة الانبار، حيث تقع الفلوجة، منذ نهاية العام الماضي نحو 400 الف من اهالي المحافظة الى ترك منازلهم ، وفقا لتقرير للامم المتحدة . الى ذلك، افادت مصادر امنية في الانبار أن مسلحين فجروا جسر حديثة الوحيد الذي يربطها بمدينة راوة، بواسطة زورق مفخخ في وقت تم وقف الاتصالات في المناطق المجاورة بعد ان هز المدينة انفجار كبير لم تعرف نتائجه، وسط مخاوف من انتشار مسلحين فيها. وفي الرمادي قالت المصادر إن «مسلحين مجهولين فجروا بواسطة عدد من العبوات الناسفة صباح امس، جسراً في منطقة الجزيرة يربط المدينة بالخط السريع ويقع على نهر الفرات، ما أسفر عن انهياره بالكامل». وأفاد مصدر في قيادة عمليات الانبار ان عناصر تنظيم «داعش تمكنوا، ظهر امس من تفجير خمسة منازل تعود لضباط في الجيش والشرطة بعبوات ناسفة في أحياء النجيفي والعسكري والمعلمين، وسط الفلوجة، ما أسفر عن تدميرها بالكامل من دون وقوع خسائر بشرية»، مبينا ان « المنازل كانت خالية لحظة تفجيرها». وأضاف أن تنظيم «داعش استولى أيضا على سبعة منازل لمسؤولين في محافظة الانبار ويسعى للسيطرة على أملاك كبار المسؤولين بحثا عن الاموال والسيارات». في الفلوجة، قال الشيخ عبيد الجميلي خلال في جامع الشهداء وسط المدينة، إن «ثوار العشائر وفصائل المقاومة مستمرون في الدفاع عن أهلهم ولن نسمح لجيش المالكي والميليشيات بالاقتراب من اسوارها». وتابع «على الدول العربية والمجتمع الاوربي أن يعلمون ان ما يرتكبه المالكي بحق اهل السنة مجازر وآخرها مجزرة بهرز». وزاد أن «المالكي وحزبه يحاولان خلط الاوراق وارباك الاوضاع السياسية عبر تصفية خصومهما وبث الازمات بين المحافظات»، موضحا أنه «وصل الحال به ان يتدخل في شؤون اقليم كردستان ويحاول سرقة حقوقهم من دون حق». واشار الى أن «ثوار العشائر على استعداد تام لضرب الميليشيات ودك مقراتهم وحرق دورياتهم في حال اقترابهم من أسوار الفلوجة»، مشيرا الى أن «على المالكي التذكر أن الفلوجة حاربت جيش اميركا المحتل ودمرته». وقال نائب رئيس مجلس محافظة الانبار صالح العيساوي لـ «الحياة» إن تحسن الوضع الامني في الرمادي أتاح توزيع 17 في المئة من بطاقات الناخب الالكترونية المخصصة.