من الظواهر الجديدة والتي زحفت على بعض بيوتنا ظاهرة تربية الحيوانات والطيور والأسماك، إذ صارت هذه المخلوقات منافساً جديداً لسكان هذه البيوت والمنازل بل والقصور. بالأمس كنت في زيارة خاطفة لأحد المعارف لعيادته وللاطمئنان عليه بعد وعكة مرضية ألمت به، وعند استقباله لي إذا بأحد أطفاله يحمل قطة صغيرة وهو في غاية السعادة والبهجة. هذا المشهد أعادني إلى سنوات الماضي عندما كان في بيتنا قطة يميل لون شعرها إلى الأشقر، حتى أنني ومن فرط إعجابي بها رسمتها في أكثر من لوحة.. المهم أن ظاهرة تربية الحيوانات والطيور والأسماك باتت ظاهرة موجودة في بلادنا ولها أسواقها التي توفر لأصحابها وعشاق تربيتها كل ما يحتاجونه من أدوات وأغذية، وفي الأسواق الشعبية بالأحساء جانب كبير من الأسواق المتخصصة في بيع هذه الحيوانات الأليفة.. وتجد - ما شاء الله - إقبالاً كبيراً، وليست الأحساء فقط التي يتوفر فيها مثل هذه الأماكن المتخصصة في بيع ذلك بل توجد في مختلف مناطقنا ومحافظاتنا بعضها في الأسواق الشعبية وبعضها في محلات متخصصة. وبالأمس أيضاً نشرت بعض الصحف العالمية صوراً لمجموعة كبيرة من الصقور الثمينة في رحلة علاجية إلى الخارج، واحتلت الصقور مقاعدها الوثيرة في الطائرة.. وصور أخرى لها وهي تنتظر دورها للفحص والعلاج والذي يكلف مبالغ طائلة.. ما علينا، كل واحد حر في ماله وفي هوايته خصوصاً إذا كان الطير من النوع الحر..؟؟! وتربية الحيوانات قديمة ليست الأليفة فقط وإنما الحيوانات المتوحشة، ولقد شاهدنا أفلاماً تاريخية تؤكد اهتمام أباطرة الرومان واليونان وروما بالحيوانات المفترسة، وكانت تفتح أبواب أقفاصها على ساحة القتال أو الموت عندما تطلق على من يراد مصارعتها، إما أن يقتلها وينجو بحياته أو يكون لقمة سائغة ولذيذة لهذا الأسد أو ذاك النمر المفترس..؟! وجميعنا يذكر الحمام الزاجل الذي خدم كثيراً قوات المسلمين عندما كانوا يبعثون برسائلهم المختصرة إلى قادة الجيوش، أو حتى مراسلة أصحاب الحمام بعضهم مع بعض من الهواة..؟!