جادت السماء علينا بفيض من الامطار.. ابتهجت له الارض والطير والنبات والانسان.. وان كان الانسان في المدن الكبيرة كمكة يعمرها الله وجدة والرياض لا يعيش النشوة بالطول والعرض.. وانما يعيش تحت حالة من الرعب والخوف ذلك مرده الى العيوب الكبيرة في شبكات تصريف المياه وغرق شوارع هذه المدن وتعرض الارواح الانسانية وممتلكات الانسان والبنى التحتية للهدم والدمار. كنقص القادرين على التمام : تذكرت بيت المتنبي الذى يقول.. ولم أر في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام.. صدق المتنبي.. فلست ادري لو كان على قيد الحياة كيف له ان يجسد بمعانيه الراقية هذا الوقت.. ان الميزانيات الكبيرة والارقام الفلكية تصب الحسرة في النفوس والالم حتى العظم.. ولعلي اذهب مع المتنبي واستعيد صورا من الماضي واقف تحت عجز البيت.. كنقص القادرين على التمام.. واتأمل وادعوك معي اخي القارئ لمزيد من التأمل ولا مانع من ان نوجه الدعوة للمسئولين لكي يمعنوا النظر في المعاني.. لماذا لا تكون دائما فرحتنا بالمطر تامة بل هي ناقصة.. ثم الحياة من خلال تجاربها مدرسة بل جامعة.. ولكن المؤلم اننا لا نتعظ من الاحداث.. وذلك مرده الى غياب العقاب والجزاء الصارم الذي يطال المنفذين.. أعني بذلك المقاولين الذين لا يرعون إلا ولا ذمة.. وكل اهدافهم الكسب الحرام.. نعم ولعل تشريعا جديدا يضبط كل هذا الانفلات ويضع سياسة منهجية للعقاب وبلا هوادة. الاستفادة من الخبرات الاجنبية : ليس عيبا ان نستفيد من خبرات من سبقونا في هذا المجال ممن تهطل الامطار عليهم معظم ايام السنة وباسلوب مستمر وبلا توقف لساعات طوال لكن الحياة العامة تسير سيرا طبيعيا ولا يذهب المال العام هدرا. فاز المنتخب وخسر الجمهور : وكالمطر كانت مباريات الدورة فى بداياتها كقطرات المطر تعادلات مع قلة من الاهداف.. ثم ما لبثت ان انهمرت الاهداف فى غزارة (مع الفارق في التشبيه) وكسب فريقنا الرهان وضرب صفحا كل الترهات والمزايدات التي كانت تصدر وتجلس لفريقنا القومي بالمرصاد من الصحافة الرياضية ومن الجمهور.. اذ تجلى المنتخب وابدع واعطى ثم اعطى وبهر الجميع من خلال الاداء الجيد والقدرة على الوصول الى مرمى الخصم رغم ضراوة المنافسين.. وهي بادرة تبشر بالخير.. واننا بدأنا نسير على اول الطريق الصحيح.. وان من حق مدرب المنتخب ومن حق اتحاد كرة القدم ان نصفق لهم وبحرارة.. الامر الذي بعث الثقة في الجمهور السعودي واخذوا يستعيدون الثقة في فريقهم وانهم يتطلعون الى تحقيق النصر تلو النصر اذا ما توالت وتيرته الهجومية وساد التفاهم الكبير الذي جسد طريقة المدرب في الثبات على مجموعة متجانسة وصولا لتحقيق البطولة. ولقد حز في النفس كثيرا وبرز بوضوح غياب الجمهور السعودي في الرياض خاصة بعد ارتقاء مستوى الاداء والرتم الجماعي عند منتخبنا وتحققت الاهداف ورغم مناشدة النجوم للجمهور بالمؤازرة انما كقول الشاعر.. لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنـادي.. والغريب العجيب ان تسعة من نجوم الفريق من الهلال صاحب الشعبية الجارفة بالرياض ومعظم اللاعبين من نجوم فرق مدينة الرياض ولعل ثقافة الجماهير وخاصة الثقافة الوطنية تنمو وترتقي الى مستوى المسئولية.. مقارنة بالجماهير الخليجية التي تأتي من بعيد لتؤازر منتخباتها في الوقت الذي يعزف الجمهور القريب عن الحضور. تحية لكل الذين بذلوا الجهد مضاعفا لانجاح هذه الدورة التي اتسمت بسمات امتازت بها عن سابقاتها من الدورات.. وحسبي الله ونعم الوكيل.