هناك في أولمبياكوس يوجد شاب صديقي يدربهم أتمنى أن يستمروا سويا ويتقدم إلى الأمام" كان ذلك حديث لجوزيه مورينيو المدير الفني السابق لتشيلسي في 2015 عندما تم سؤاله عن مواجه عدوه أرسين فينجر ضد أولمبياكوس اليوناني. الشاب الصغير هو ماركو سيلفا المدير الفني لهال سيتي حاليا والملقب بـ"مورينيو الصغير" ليس بسبب إنجازاته في سن صغيرة فقط ولكن بسبب تلمذته على يد الأستاذ مورينيو ونجاحه في الظهور والتقدم بمسيرته من نجاح إلى نجاح. ولد في لشبونة بالبرتغال ولم تكن مسيرته الكروية حافلة كمعظم المدربين الناجحين حيث ظل الظهير الأيمن يتنقل من الدرجة الثانية والثالثة البرتغالية إلى أن أستقر في إستوريل ولعب معهم 6 سنوات قبل أن يقرر إنهاء 15 سنة من لعب كرة القدم وهو بعمر الـ32 عاما فقط. فور إعتزاله في 2011 تم تكريمه من فريقه وتعيينه مديرا رياضيا للنادي وكانت أولى قراراته هي تعيين نفسه مديرا فنيا للفريق الموجود في الدرجة الثانية ليقود الفريق بداية من موسم 2011-2012. أول موسم له في مسيرته التدريبية كان تاريخيا فقاد إيستوريل للدرجة الأولى بعد غياب 7 سنوات ولم يكتفي بذلك ففي الموسم الثاني له مع الفريق والأول وسط كبار البرتغال قام بقيادتهم لموسم تاريخي جديد وإحتلال المركز الخامس وحجز بطاقة التأهل إلى الدوري الأوروبي. وأبى أن يكون الموسم الثالث له مع الفريق إلا أن يكون إستثنائيا هو الأخر فلم يكتفي بإنجاز موسمه السابق فقاد الفريق لمركز تاريخي وهو المركز الرابع. نجاحات المدرب الشاب جعلته يخلف ليوناردو يارديم في تدريب سبورتنج لشبونة فقرر أن يكون إستثنائيا أيضا وقاد الفريق للمركز الثالث والحصول على بطولة كأس كانت الأولى للفريق منذ 2008. ولكن المدير الرياضي للشبونة حينها أراد التعاقد مع خورخي خيسوس مدرب بنفيكا السابق، فقرر البحث عن أي شيء للتخلي عن المدرب الشاب من أجل التعاقد مع خيسوس. "تمت إقالة المدرب ماركو سيلفا بسبب إرتداءه لبدلة لا تحمل شعار سبورتنج لشبونة في إحدى مباريات الكأس" كان ذاك بيان الفريق معلنا إقالة المدرب الشاب بعد 3 أيام فقط من حصوله على أول بطولة في مسيرته. لم يحبط وذهب سريعا إلى أولمبياكوس في اليونان فقرر تحطيم الأرقام القياسية وحقق 17 إنتصارا متتاليا في الدوري هو الرقم القياسي لعدد الإنتصارات المتتالية في دوري أوروبي في القرن الـ21. أنهى الدوري مبكرا قبل نهايته بستة أسابيع ليحصد للفريق الدوري الـ43 في تاريخه وحقق فوزا شهيرا على أرسنال 3-2 في دوري أبطال أوروبا في المباراة التي جاءت بعد تصريحات أبيه الروحي جوزيه مورينيو. وفي بداية الفترة الإعدادية للموسم الحالي جمع سيلفا لاعبيه حوله وأخبرهم بالقرار الصادم "سأرحل". تم ربط رحيله المفاجيء بقيادته لبورتو العملاق البرتغالي للسير على درب الاستثنائي الأمبر ولكن الفريق البرتغالي أعلن تعيين الإسباني نونو إسبيرتو سانتوس، رحيل سيلفا عن لشبونة كان بشرط ألا يدرب أي فريق برتغالي إلا بعد دفع قيمة شرط جزائي لصالح الفريق مما صعب عملية تدريبه لبورتو أو بنفيكا الذي أراده بعد خورخي خيسوس أيضا. وظل صاحب الـ39 عاما بلا عمل من بداية الموسم إلا أن تواصل معه مسئولي هال سيتي وحلم الدوري الإنجليزي أصبح أمامه سيرا على خطى مورينيو ولكنه وصل إلى البريمييرليج أصغر بأربع سنوات ولفريق أقل من تشيلسي الذي حط فيه مورينيو رحاله في إنجلترا. وتعطي البدايات إنطباعا دائما يترسخ في أعماق الجماهير فقدم سيلفا أوراق أعتماده سريعا ففاز على مثله الأعلى بهدفين لهدف وكاد يقصيه من الكأس وعاد ليتعادل معه قبل أن يتفوق على يورجن كلوب وليفربول. وضع شرط يتيح له الرحيل بعد ستة أشهر في حال هبط هال سيتي إلى الدرجة الثانية وهو المتوقع ولكنه بعد أقل من شهر مع النمور أعطاهم الأمل في إمكانية البقاء.