أعلنت وزارة الخدمة المدنية مؤخرًا، وحسب جريدة المدينة في 23/5/1435هـ عن اعتزامها تطوير أعمالها الداخلية بسلسلة من الإجراءات الإلكترونية!. وهذا أمرٌ حسن، ويُحسب للوزارة، لأنّ التطوير الإلكتروني هو ديدن الوزارات العصرية في القرن الوحد والعشرين، غير أنه يُشبه الماكياج الذي يزول تأثيره الجمالي من على الوجه ببضع بخّات من الماء، ما لم يرتبط بتطوير آخر يخصّ نظام الخدمة المدنية نفسه الذي تنتهجه الوزارة، والذي تجاوزه الزمن، خصوصًا في كم ونوع الحوافز المتوفرة فيه، ممّا لا تُواكب ولا ترتقي لمستوى أنظمة التوظيف الأخرى، مثل نظام التشغيل والصيانة التابع للتأمينات الاجتماعية وغيره!. دعوني أعطيكم أمثلة: أقلّ رواتب في القطاع العام كلّه توجد في نظام الخدمة المدنية!. وليس فيه بدل سكن أو بدلات ملائمة لطبيعة الأعمال واحتياجاتها!. ولا علاج ولا تأمين طبي فيه!. وفيه بيروقراطية وظيفية تحول دون المرونة في الأداء، ودون التشجيع على الابتكار والإبداع؟. وفيه سلم ترقيات روتيني وبطيء!. وكذلك سلم علاوات متواضع؟. وفيه مكافأة نهاية خدمة ضئيلة للغاية، فيها غبن لخدمات الموظفين الكبيرة التي قدّموها لجهاتهم، حتى قيل إنها خدعة!. وهذا قد جعل نظام الخدمة المدنية خيارًا لمن يريد فقط أن يتوظف هربًا من البطالة، ولو وجد الخريجون بديلاً عنه ما انتموا إليه إطلاقًا، ولذلك تجد هدف موظفيه الأساسي هو التسرب منه في أقرب فرصة ممكنة، وأعتقد أنه سيأتي يوم سيكون خاليًا فيه من الموظفين ما لم تتحسّن حوافزه، وحرام أن يبقى هكذا وهو واجهة التوظيف الرئيسة لدينا، وخير لنا أن نُلغيه إذا عجزت الوزارة عن تحسينه، فبعض الجهات الحكومية بدأت بالتحول عنه رويدًا رويدا!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنّ عملية تطوير نظام الخدمة المدنية إلكترونيًا دون ضخّ الحوافز فيه هي أشبه بتغيير أثاث غرفة مريض دون علاجه!. صحّ لسانك يا ست شهرزاد!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :