حل اسم المفكر الراحل الكبير «فخرى لبيب»، عنوانا لندوة عقدت، ضمن فعاليات المحور الرئيسيللدورة الثامنة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بمشاركة الدكتور عاصم الدسوقى. فى البداية قال الدكتور عاصم الدسوقى، إن لقاءه الأول بفخرى لبيب كان عام ١٩٩٥ عقب تأسيس مركز البحوث العربية، والإفريقية التى أنشأها كل من حلمى شعراوى وسمير أمين الذى شكل هذا المجلس الذى انضم له فخرى لبيب لتوثيق المعلومات وإعدادها للنشر وأضاف الدسوقى: «عرفت فخرى لبيب، ورمسيس نبيل، وأسماء كثيرة كنت أسمع عنها فى الصحف والمجلات»، معربا عن سعادته بمعرفة لبيب الذى وصفه بـ «الدينامو» الذى لم يتغيب يوما عن المجلس، مؤكدا نجاح تلك المجموعة فى نشر وتوثيق الأفكار الشيوعية بالمجلدات، وأوضح أن السبب الحقيقى وراء تشجيعه للانتماء للحزب الشيوعى خاله الذى اقترب منه وعمل على نصحه وإرشاده وحل مشكلته ومناقشته فيها. وتابع الدسوقى: «أشهد لفخرى لبيب بإصراره على مواصلة الدراسة من أجل الدكتوراة على الرغم من مشاغله الكثيرة، إلا أنه حرص على الحصول عليها حتى إنه قد حصل على الدكتوراة فى سن ٥٩»، مؤكدا أن فخرى لبيب تعرض للعديد من الاضطهادات والمشكلات حتى حصل على هذه الدرجة العلمية، التى تمثلت فى رفض المسئولين لتوجهاته السياسية وتحيز البعض لأشخاص أخرى والترتيب وغيره». ومن جانبه قال نبيل زكى، أشعر بالمرارة والأسى لأننا نعيش ببلد لا يهتم سوى بالفنانين والساسة وتظهرهم بالصحف والمجلات، ولم تهتم بالمفكرين والمؤثرين الحقيقيين بالدولة أمثال فخرى لبيب، هذا الرجل الذى خير بين أن يموت أو أن يتنكر من مبادئه، ففضل الموت وكان بالفعل على مشارف الموت داخل المعتقل. وأشار إلى أن الجلادين كانوا أقزاما فى مواجهته، مؤكدا أن لبيب يستحق التكريم وتعريف الشباب بثورته ونضاله وتذكير العالم بمواقفه التى يستعصى عليها النسيان أكثر من ذلك، وأن لبيب ينتمى لجيل عبدالعظيم أنيس، وفؤاد مرسى وكوكبة كبيرة من هؤلاء الذين تصدوا للحياة العامة، لكن يختلف لبيب عن هؤلاء فى تعرضه لمحنة الاعتقال أكثر من مرة، مؤكدًا، أن لبيب كان لا يهاب الاعتقال وكان فى مواجهة وتحد أمام إسماعيل همت الذى عرف باسم السفاح، الذى عذب فخرى بطريقة وحشية من خلال ضربه بالكرباج والشوم وأغصان النخيل، وبالرغم من ذلك واجهه بكل جسارة وفضل الموت على الانكسار. وأوضح زكى، أن لبيب أهدى المكتبة العربية كتابا من جزأين يحمل عنوان «الشيوعيين وعبدالناصر» وصفه بأنه ليس له مثيل بين الكتابات، لما يتناوله من حقبة هامة فى تاريخ مصر وهى الفترة التى تعرض فيها للاعتقال، وذكر فيه ما حدث بمعسكرات التعذيب، وتحدى المعتقلين للاعتقال وتأليفهم للكتب وإقامتهم للعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية والمسرحية داخل المعتقل.