تتمثل إحدى أحجيات علم الأوبئة، بلغز عدم معاناة آسيا من الحمى الصفراء، وهو المرض الذي يستوطن أفريقيا، القارة التي تطور فيها. ولقد انتشرت الحمى الصفراء على نطاق واسع من أميركا الجنوبية، بعد أن نقلته إلى هناك سفن الرقيق الأوروبية. ولقد تم رصد العدوى في إحدى المراحل في كل من أميركا الشمالية وجنوب أوروبا، إلا أنه تم القضاء عليها بعد بذل جهد كبير وإنفاق أموال طائلة. وتفتقر كلا المنطقتين السابقتين، لحسن الحظ، لوجود القردة، التي تعمل كمخازن لفيروس الحمى الصفراء. ومع ذلك، وعلى الرغم من ابتلاء مناطق كثيرة في القارة ببعوضة الزاعجة المصرية، أو البعوض المسؤول عن انتشار الحمى الصفراء، إلا أنها تبقى، لحسن الحظ، خالية من العدوى. قد يكون ذلك، لأن السلالات الآسيوية من البعوض تعد نواقل ضعيفة لفيروسات الحمى الصفراء ، فضلاً عن أنه من المحتمل أن تمنح النجاة والتعافي من حمى الضنك، التي تنتشر على نطاق واسع في جنوب آسيا، درجة من المقاومة للحمى الصفراء. يكمن مركز وقائع العدوى في أنغولا، فشأن العديد من البلدان الأفريقية الأخرى، تعاني هذه الدولة من الحمى الصفراء المتوطنة ، ولكن في شهر ديسمبر الماضي، لاحظ الأطباء ارتفاع عدد الحالات، فأدركوا انبثاق الوباء. ينتشر وباء الحمى الصفراء، حالياً، ليصل إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتعمد الدول المجاورة، كأنغولا، لمراقبة الوضع بخوف. إلا أن لدى الصين، وهي من بين الدول القصية، الكثير من الأسباب للقلق. فنتيجة للتجارة متسارعة النمو بين آسيا وأفريقيا، تعيش أعداد كبيرة من الصينيين في أنغولا. ومع ذلك، فهم لا يستقرون هناك بصفتهم مهاجرين، ولكن كمغتربين، يتوقعون العودة إلى وطنهم. وللمرة الأولى، جلبت تلك العودة، نحو 11 حالة إصابة بالحمى الصفراء إلى الصين. وبالتأكيد، ستتابع الحالات بشكل أكبر.