تمكن فريق عمل في إدارة المختبرات في الإدارة العامة للمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، من علاج وصيانة وترميم 2850 عملة نادرة عثر عليها في إحدى الحفريات الأثرية، وذلك ضمن برنامج تأهيل كوادر وطنية متخصصة في ترميم وصيانة الآثار والمباني التراثية. وقام الفريق المكون من الدكتور عمر عبد الكريم استشاري الترميم، وبدر الشمري مرمم، وفارس الحمزي مرمم، بتطبيق العديد من أحدث التقنيات العلمية العالمية في علاج وصيانة وترميم العملات النادرة، حيث تم استخدام أحدث الأجهزة العلمية، مثل الميكروسكوب الإلكتروني الماسح المزود بوحدة التحليل SEM-EDAX، وكذلك جهاز التحليل بحيود الأشعة السينية XRD في فحص وتحليل العملات والتعرف على مكونات الصدأ التي كانت تغطي العملات تماما وتطمس معالمها وما عليها من كتابات ونقوش، حيث تفيد هذه التحاليل في وضع الخطة الاستراتيجية اللازمة لمعالجة وترميم العملات. العملات قبل الترميم وقد علتها طبقات من الصدأ. كما استخدمت طرق وأساليب متنوعة في تنظيف العملات طبقا لحالة كل عملة، حيث تم في البداية تنظيف العملات بالطرق الميكانيكية باستخدام المشارط والميكروموتور والفرش وغيرها لإزالة أكبر كم ممكن من الصدأ، وقد تم ذلك بمهارة شديدة وباتباع أهم الاحتياطات اللازمة، لضمان عدم الوصول لسطح العملة الأصلي، ثم تبع ذلك التنظيف الكيميائي للعملات باستخدام محاليل كيميائية متنوعة طبقا لنوع الصدأ، وفي بعض الحالات استخدم التحليل الكهربي لإزالة بعض أنواع الصدأ التي يصعب إزالتها بالطرق الأخرى. ولضمان عدم تلف العملات مستقبلا أثناء العرض أو التخزين، فقد تم التأكد من عدم وجود أي آثار لمواد العلاج على العملات، ثم تم تجفيفها تماما، وتلي ذلك عزل العملات بطبقة بوليمر شفافة واقية من التلف وتحتوي هذه الطبقة على مادة مانعة للصدأ. العملات الفضية بعد ترميمها في مختبرات إدارة المتاحف. «الاقتصادية» يشار إلى أن العملات الفضية التي عثر عليها تضم كتابات بخط المسند وعليها نقوش وصور ملوك جنوب الجزيرة العربية تشير إلى أن تاريخها يعود إلى فترة ما قبل الميلاد. وكان فريق سعودي برئاسة الدكتور عوض الزهراني عثر على العملات في إحدى الحفريات في السعودية.