Share this on WhatsApp بقلم / محمد آل سلطان السعوديون لا يكرهون غيرهم من الوافدين والمقيمين كما يحاول أن يشيع البعض، ولكنهم يحبون أنفسهم ويعشقون أحلامهم وآمالهم، ويرغبون ألا تموت وهم في زهرة العمر! هم بالتأكيد ليسوا «الأنصار» الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة! كما أن من أتى إليهم أيضاً ليسوا «المهاجرين» الذين فروا بإيمانهم وجاهدوا بأنفسهم وأموالهم! صحيح أن لديهم عاطفة حميمية تجاه قضايا غيرهم من شعوب المنطقة القريبة والبعيدة فرضها كونهم في أرض موئل العروبة والإسلام، لدرجة شعرنا فيها أنهم أفغانيون أكثر من الأفغان وشيشانيون أكثر من الشيشان وبوسنيون أكثر من البوسنة! كما بعضهم الآن سوريون أكثر من السوريين! ويمنيون أكثر من اليمنيين! لكنهم في الأخير يتمنون الخير والنماء لأنفسهم وبلادهم أضعاف ما يتمنونه للآخرين.. وهم يدركون أن معظم من جاء من العمالة الوافدة جاء بناء على رغبة منا أولاً وبما تسمح به أنظمة العمل والإقامة في بلادنا ولكنهم في ذات الوقت يغضبون أن الجهات الحكومية تقف متفرجة لمخالفة عدد من هؤلاء العمالة لأنظمة العمل والإقامة نفسها.. وغضبهم هذا ليس على العمالة ذاتها بقدر ما هو على النظام الذي يسمح لتلك العمالة بتجاوز ما تم التعاقد عليه وصولاً لمضايقة السعوديين فعلاً في فرص العمل المتاحة لهم! وهم بالتأكيد يغضبون أكثر عندما تتسلل إلى أسماعهم وأعينهم أخبار فصل آلاف الموظفين في القطاع الخاص.. لا يهمهم أن القطاع الخاص يحتاج إلى تحفيز وتأهيل حكومي يساعده على الاحتفاظ بوظائف السعوديين بل ومضاعفتها في الأعوام القادمة.. إنما هم يرون الحقيقة مجردة كما هي دون معرفة خلفياتها.. إنفاق حكومي تجاوز تريليونات الريالات في العقود الماضية.. وقطاع خاص بعمالة وافدة امتصت أكبر قدر من هذه التريليونات.. وشباب سعودي مؤهل تم الاستثمار فيه بمئات المليارات يقف على قارعة الطريق منتظراً فرصة هنا أو هناك! وفي نظري أن الجهات المختصة ينبغي أن تعيد تشكيل وتوزيع خارطة سوق العمل لديها ليس من أجل تقليص أعداد تلك العمالة فقط بل ربما زيادتها ملايين أخرى بعد إعادة تشكيلها وتوزيعها بما يعزز إنتاجية الاقتصاد السعودي.. نحن نحتاج فعلاً إلى عمالة مهنية في مهن لا يقبل عليها السعوديون وينبغي ألا نضيع وقتاً في إقناع السعوديين بالعمل في تلك المهن لأن هذه الحالات موجودة في أمريكا وأوروبا وحتى في دول عربية أقل قوة اقتصادية مثل الأردن! كما أن هناك ملايين العمالة في مهن متوسطة وعالية تحتكر فرصاً وأنشطة اقتصادية بأكملها بعضها مؤهل والبعض الآخر تعلم الحلاقة في رؤوسنا كل هؤلاء يحتاجون إلى تفكيك وصهر لأن هناك سعوديين أيضاً مؤهلون ربما أكثر من غيرهم أو على الأقل بالإمكان تأهيلهم في ذات المستوى وهؤلاء يصح فيهم أن نقول السعوديين أولى قولاً وفعلاً..! بقي أن هناك فئة من العمالة الخبيرة المحترفة ينبغي أن ننافس العالم أجمع على استقطابها والاستفادة منها لتعزيز التنوع الاقتصادي من خلالها وبناء مخزون وظائف للأجيال القادمة، واختصار الزمن وحرق المراحل للدخول في مجالات ريادية معقدة قد لا يتوفر منها العدد الكافي من المواطنين بل إن بعض الدول في العالم تعرض الجنسية والمواطنة لهذا النوع من العمالة.. فالقضية ليست قضية كراهية ومحبة إنما هي قضية سعودي فقد وظيفته، وطالب في فصل دراسي مكتظ بغير السعوديين، وعيادة طبية ينتظر فيها بعضنا بالساعات، وشارع أصبح مزدحماً مليئاً بفوضى ومتعلمي القيادة في شوارعنا.. نحن لا نكره أحداً بل نحب الجميع ولكننا نحب أنفسنا ووطننا أكثر!. http://okaz.com.sa/article/15252236! Share this on WhatsApp Share 0 Tweet 0 Share 0 Share