(تصوير: فايز الزيادي): تفاوتت مخرجات وأهداف جمعيات البر في المملكة بتفاوت نشاط وجهود القائمين عليها؛ حيث نجحت جمعية البر بأبها في تحويل المستفيدين لديها من ريعية ومستجدية للمال إلى تنشيط الحركة التجارية في منطقة عسير، وأيضاً تقديم صدقاتهم وزكواتهم إلى ذات "البند" الذي كان يعولهم، لتتجلى "صناعة الإنسان" في "أبهى" صورها. يقول أمين عام جمعية البر بأبها محمد بن سعيد بن فحاس، أثناء ترؤسه وفد الجمعية في جناح منطقة عسير المشارك بمهرجان "الجنادرية 31": "نحضر هنا بمعرض الأسر المنتجة، وجميع المعروض أمام الزوار هو من أعمال الأسر المستفيدة من الجمعية، ودعمنا الأسر بـ"شيك" مالي؛ لأنها خرجت إلى الرياض لتُظهر عملها، وتبرز اعتزازها بنفسها، وتقطع الطريق أمام ثقافة العيب، وهم هنا أيضاً يسوّقون لأعمالهم، والتعريف بمنتجاتهم، التي تحمل أسماءهم، واستطاعوا خلال اليومين الماضيين من توسيع دائرة أعداد الزبائن؛ تمهيداً للاستفادة منهم في شحن المنتج إلى مناطق المملكة أو استقبالهم في المواسم السياحية". وعن قصة "صناعة الإنسان" يستعرض "ابن فحاس" بقوله: "تم دعم 612 أسرة، ولديها الآن ورش سيارات ومحالّ بيع وصيانة الجوال، وأجهزة كهربائية، ومطاعم وأكلات شعبية، ومحالّ خضار وفواكه، وكذلك تمور، وجميع السلع التي يحتاجها المواطن نجدهم يمتهنونها ويقدمونها على أفضل الطرق التسويقية، وأيضاً لديهم حرف يدوية، وندعمهم في التصميم والتصوير وأعمال المشاغل النسائية، والإكسسوارات والحفلات بضوابط شرعية، وبعضهم لديه محالّ في الأعمال الفضية والنحاسية والأخشاب، والمشغولات اليدوية". وتابع: "شرط انضمام المستفيد لجمعية البر بأبها أن يكون جاهزاً للعمل والتعلم؛ حيث نقوم بعمل دورات له، ونبحث عن النشاط الذي يوافق ميوله، ونعمل على تهيئة المحل من خلال استئجاره ودفع قيمته للسنة الأولى، وتصميم الديكور، وتوفير البضاعة، وهذا ليس قرضاً حسناً، إنما جميعها مساعدات، ثم نتابعه لمدة عام أو عامين، ونمنعه من الاستعانة بعمالة أجنبية، ونمنعه أيضاً من قفل المحل لمدة عشرة أيام متتابعة؛ لأن الهدف هو الإنتاجية والعمل وبناء المجتمع، لا نريد لأحد أن يستجدي الجمعية، ونحن بهذه الطريقة نواكب "الرؤية" فالكل يعمل ويكدح، ووصلنا إلى مرحلة متقدمة جداً، وهي أن المستفيدين السابقين باتوا الآن يحضرون للجمعية ويتصدقون، ويسلّمون للجمعية الزكاة وقسائم الشراء". وبلغة الفخر والاعتزاز أشار "ابن فحاس"، إلى أن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد سلّم خلال عام 2016 فقط 163 منزلاً بصكوكها لأبناء الشهداء، والمعاقين، وأسر المصابين في الحد الجنوبي، والأرامل، والأيتام، والفقراء، وتسلم أحدهم منزله ليلة زفافه مضاعفين فرحته، والآن لديهم منازل جديدة يستعدون لتسليمها، مبيناً أن البرامج والمشاريع المنفذة قفزت خلال 10 أعوام من 14 مليون ريال إلى 65 مليون ريال.