×
محافظة المنطقة الشرقية

أبرز نجوم الفراعنة قبل النهائي

صورة الخبر

يبدو أن عنوان المرحلة الإعلامية، بخاصة التلفزيونية هو ما أكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوله «نوت يو» (ليس أنت) غير مرة. وإذا كان ترامب قد قصد في هذه المناسبة عقاب مراسل قناة «سي إن إن» على تغطياتها التي اعتبرها «متحيزة»، ومن ثم فاقدة الصدقية، ما يتحتم عليه تجاهلها سواء في المؤتمرات الصحافية والفعاليات الرئاسية، فإن المرحلة الراهنة في جانب كبير من إعلام المعمورة تسير أو بالأحرى سارت أخيراً على نهج «نوت يو». إذ ولت أيام تغنى فيها العالم بقيم الإعلام الحيادي، وحق الشعوب في المعرفة بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون أو الانتماء الحزبي أو التوجه الأيديولوجي. سقط الجانب الأكبر من الأقنعة التجميلية، وتهاوى الجزء الغالب من الفوقية الإعلامية الغربية التي تصور بعضهم أنها مكتسبة بفعل قيم الديموقراطية والابتعاد عن الديكتاتورية والسمو على الانتقائية في التغطية الإعلامية. وبعد عقود طويلة ظن خلالها كثيرون أن شاشات العرب ما هي إلا ترجمات بالصوت والصورة إما لسطوة الدولة، أو هيمنة رأس المال، أو توجيه الرأي العام، اتضح أن هذه «الريادة» العربية امتدت وتوغلت وتحركت لتعبر البحار والمحيطات وتعلن أنها الأقوى في أعتى ديموقراطيات العالم، أو ربما كانت ممتدة منذ دهور لكن ستار الحيادية المطلقة وحجاب المعلوماتية المفعمة بحق المشاهد أولاً وأخيراً في المعرفة وقفا حائلاً دون إظهارها. واليوم، وبينما الخرائط يجري رسمها، حيث لم تعد حكراً على خريطة الشرق الأوسط الجديد، ولكن هناك كذلك خريطة الغرب الجديد، وخريطة الولايات المتحدة الأميركية الجديدة (والبقية تأتي)، تنكشف الوجوه والغايات الإعلامية حيث رأس الدولة الأكثر ديموقراطية في العالم يختار إعلامه الذي يمثله ويقصي الإعلام الذي لا يقدره. كل هذا وجموع المنتقدين وجماعات الحقوقيين والأفراد المتثورون الغاضبون دائماً وأبداً في عالمنا العربي تصب جام غضبها على القنوات التلفزيونية العربية التي تدين بالولاء لهذا النظام من دون غيره، أو تتبع مصالح رجال أعمال أكثر من غيرهم، أو تسلم أجندتها لقوى أخرى لا تنتمي لمنطقتها... ومع بزوغ ظاهرة «المذيع صديق الدولة» و «القناة الداعمة للدولة» و «حزمة البث الضاغطة باسم رجال الأعمال» وغيرها من الظواهر التلفزيونية التي كانت تظهر على حرج وتعمل خلف الستار قبل هبوب رياح الربيع العربي، ثم دفعتها رياح التغيير العاتية وانكشاف الوجوه المستترة على مدى السنوات الست الماضية إلى العمل نهاراً جهاراً ومن دون مورابة وحرج من تبعياتها وولاءاتها. الأكاديميون والنظريون والمنظرون والمثاليون يبكون ليلاً ونهاراً ويملأون الدنيا صراخاً بسبب تنامي الحركات الشعبوية في عالمنا المعاصر، وكأن هذا التنامي المنعكس انعكاساً واضحاً وصريحاً على شاشات العالم بأسره غير مبرر أو غير منطقي. ديماغوجية؟ دق على أوتار الخوف والقلق لترسيخ الحكم وتدعيم النظام؟ دغدغة عواطف المواطنين والمشاهدين؟ كلها كلمات بعيدة عن المثالية وخالية من القيم الحقوقية المحلقة في سموات الحريات المطلقة والإنسانية غير المعذبة، لكنها تظل نتيجة متوقعة في ظل ما يشهده العالم من جنون. ليس هذا فقط، بل إن الأنظمة الشعبوية ومن ثم الشاشات الشعبوية (أو العكس)، تحظى بتأييد عارم من فئات عدة شرقاً وغرباً. صحيح أن بعضهم ينأى بنفسه عن التأييد العلني، ولكن تظل الشاشات الأكثر شعبوية هي الأكثر شعبية والأعلى مشاهدة. هكذا تقول الأرقام والإحصاءات. وهكذا تشير اختيارات الناخبين في دول غربية عدة أيضاً. أما مستقبل هذا الإعلام الشعبوي المتنامي فهو قيد خريطة العالم الجديد الجاري تحميلها، وأي القنوات التي يتم تصنيفها تحت راية «نوت يو»!