أعدت صحيفة ناشونال إنترست الأميركية تقريرا مفصلا بشأن عدد الطلعات الممكنة للمقاتلات الروسية في الأجواء السورية، إضافة إلى معلومات عن أنواع الطائرات الحربية المشاركة في الغارات على المناطق السورية. ويقول التقرير إنه بإمكان المقاتلات الروسية -التي تنطلق من مطار حميميم في اللاذقية- تنفيذ 96 طلعة جوية في اليوم في أحسن الأحوال، بشرط توفر الإمدادات اللوجستية اللازمة إضافة إلى أطقم الصيانة الكافية. لكن الأكثر واقعية هو أن تستطيع المقاتلات البالغ عددها 32 طائرة تنفيذ أكثر من عشرين طلعة جوية في اليوم الواحد، حيث ينقل التقرير عن طيار أميركي متقاعد أنه بإمكان 24 مقاتلة روسية فقط أن تنفذ طلعات في اليوم الواحد. وتابع الطيار المتقاعد أنه بإمكان كل طائرة مقاتلةتنفيذ ما بين طلعتينوأربع طلعات على الأكثر يوميا، وبالتالي فإن مجموع الطلعات سيكون ما بين 48و96 طلعة في أحسن الأحوال، ويعتمد ذلك على الأحوال الجوية ووقت الغارات، ورأى أن تنفيذ الحد الأقصى من الطلعات اليومية سيكون مثيرا للاهتمام. واتفق مسؤول آخر في سلاح الجو الأميركي مع تقديرات الطيار المتقاعد، وقال إن هناك كثيرا من المتغيرات التي تحدد عدد الطلعات، من بينها عدد المقاتلات الجاهزة وآليات الصيانة المتوفرة وإمكانيات التزود بالوقود، وعدد الأطقم الجوية والمشرفين، إضافة إلى طبيعة الأهداف وعددها وبعدها وتحديدها مسبقا. طلعات أقل مسؤول آخر في سلاح الجو الأميركي تحدث في التقرير بشكل مغاير عن سابقيه، ورأى أن الأرقام السابقة "متفائلة"، وقال إن أنواع الطائرات التي استقدمتها روسيا للغارات في سوريا لا يمكن أن تنفذ أكثر من 24 طلعة يوميا على أحسن الأحوال، شرط أن يتوفر لها الدعم اللوجستي الكامل. وأضاف المسؤول الأخير أنه لاحظ أن المقاتلات الروسية لا تنفذ غاراتها أثناء الليل، مما يسهم في تقليص عدد الغارات اليومية، ويقود إلى الاستنتاج بأن المقاتلات الروسية قد تنفذ عشرين طلعة على شكل زوج من المقاتلات في كل طلعة، مدعومة بالمقاتلات المتفوقة من طراز "سوخوي 30 إس إم فلانكيرز". وقال إنه لاحظ القليل من المقاتلات الروسية بسوريا القادرة على حمل قنابل وصواريخ ذكية موجهة بالليزر أو الأقمار الصناعية، وهذا يؤكد أن الطائرات أن تستغل النهار من أجل توجيه ضرباتها غير الذكية. وأضاف خبير جوي رابع أنه بإمكان طائرات سوخوي من طراز "25 أس" تنفيذ المزيد من الطلعات، لأنها تعمل بشكل مختلف وتعتمد على الطلعات الجوية القصيرة وأنظمة تشغيل مختلفة، إضافة إلى حجم ونوعية الذخائر المستخدمة بها، وبالتالي فإن بإمكان الواحدة منها تنفيذ ثلاث طلعات جوية يوميا. وأجرى الخبير الجوي مقارنة بين الطائرات الروسية والأميركية، وقال إن سلاح الجوي الأميركي يمكن أن يحافظ على فعالية بنسبة 70% أثناء الغارات، وهو غير متوفر للطائرات الروسية، موضحا أن الطائرات الأميركية كانت تحلق ست ساعات يوميا أثناء الحرب في العراق مع توفر خدمات لوجستية مناسبة، معربا عن شكوكه في أن تتمكن الطائرات الروسية من فعل ذلك. 15 طلعة واتفق مسؤول آخر في البحرية الأميركية مع سابقيْه في عدم قدرة المقاتلات الروسية في سوريا على تنفيذ عدد كبير من الطلعات اليومية، وقال إنه بالاعتماد على عدد الطائرات المشاركة في كل طلعة والجداول الزمنية المخصصة لذلك، فإنه بإمكان الطائرات الروسية أن تنفذ 15 طلعة جوية يوميا في سوريا، مع الأخذ بالحسبان عدد الطيارين المتواجدين وتوفر الصيانة اللازمة. واتفق الخبراء على أن الطائرات الروسية لم تنفذ أي مهام خارجية منذ سقوط الاتحاد السوفياتي السابق، إضافة إلى اعتماد الجيش الروسي على الخبراء العسكريين بدلا من المهنيين في مجالات الهندسة العسكرية، مما يجعلهم أقل مهنية مقابل نظرائهم الأميركيين، وفقا للمتحدثين في التقرير. كما اتفقوا على صعوبة تحديد عدد الطلعات بالضبط، لأن القدرات الروسية بالنسبة لهم لا يزال فيها الكثير مما يجهلونه، في ما يتعلق بكفاءة الصيانة والوقود وتوافر الأسلحة وقطع الخدمات اللوجستية وكفاءة الطيارين، وغيرها.