أحمد راغب كثيراً ما نسمع عن ما يسمى جرائم الخدم ولكن هذه الجرائم تقتصر غالباً على السرقات من الكفيل سواء سرقة المجوهرات أم المبالغ المالية، ولعل أكثر القضايا التي تعج بها المحاكم والمتعلقة بالخدم، نادراً ما تخرج عن إطار السرقة حتى وإن تعدتها فإنها لا تخرج عن المألوف كأن تقيم الخادمة علاقة مع شخص ما أو تهرب من كفيلها، وهذا معتاد في كثير من الأحيان. الجريمة هنا تهز المشاعر والأنفس وهي نادراً ما تحصل حتى إنها أثارت تساؤلات كثيرة حولها فكيف لنفس بشرية أن تقتل رضيعة لم يتجاوز عمرها عاماً واحداً، الجريمة نادرة الحدوث حتى إنها تعتبر غريبة نوعاً ما على المجتمع، حيث أقدمت خادمة على قتل رضيعة مخدومها بعد أن عذبتها مراراً. كانت الرضيعة من الخدج وكانت تحتاج إلى رعاية واهتمام، وهو ما كان من الأبوين تجاهها، إلا أن الخادمة كان لها رأي مختلف تماماً، فقد بدأت في تعذيب الطفلة مستغلة انفرادها بها في بعض الأحيان، وبعد أيام بدأ الضعف يظهر على الطفلة ولاحظ والداها كدمات على جسمها، ما أثار القلق حول صحتها، فتوجه بها والدها إلى المركز الصحي، وهناك أخبروه بأن حالتها جيدة وأن ذلك بسبب ارتفاع حرارتها عقب التطعيمات والأدوية، وذات يوم كانت الخادمة تحمل الطفلة، ويبدو أن النية كانت حاضرة لإزهاق روحها، فأسقطتها أرضاً ولما بدأت الطفلة في البكاء أمسكت الخادمة مضرباً للذباب وانهالت عليها بالضرب. اكتشف الأبوان وجود علامات للضرب على جسد الرضيعة، حتى إن بكاءها كان ينم عن أن جسمها يعتصر ألما، فتوجها بها إلى المستشفى وهناك تبيّن أن الرضيعة تعرضت لكسور في الجمجمة ونزف داخلي في الرأس وكدمات في الوجه وكسر في الضلع، كما دخلت في غيبوبة تامة، وبالتحقيق في تفاصيل القضية اعترفت الخادمة للشرطة بأنها هي التي اعتدت على الطفلة، وبتفتيش مقتنياتها في المنزل تبين أنها كانت تقتني بعض الأشياء التي تستخدمها في أعمال السحر والشعوذة، و بعد أن رقدت الطفلة في المستشفى قرابة أسبوعين، جاء نبأ وفاتها قاسياً على والديها، فاعتصر القلب ألماً بعد أن توقف قلبها ورئتاها، والتقط والدها خيط الحديث قائلاً: إن الخادمة التي تبلغ من العمر 28 عاماً، كانت تعمل لديهم لمدة عامين متتاليين، ولم يظهر عليها أي سلوك عدواني طوال تلك الفترة، وعادت إلى بلدها، وبعد فترة طلبت منهم إعادة استقدامها، وبالفعل عادت إلى الدولة وباشرت عملها معهم من جديد، وأشار والد الطفلة المتوفاة إلى أنهم كانوا يتعاملون مع الخادمة بشكل مهذب وإنساني، وهنا ردت الخادمة الإحسان بالإساءة، وتخلت عن كل مشاعر الرحمة والإنسانية لتحال قضيتها إلى القضاء، وتباشر المحكمة محاكمتها، حيث شهدت الجلسة الأولى لها إنكارها قتل الطفلة، إلا أن المحكمة أجلت النظر في القضية لإحضار الأبوين وسماع أقوالهما ومواجهتهما بالخادمة، فطفلة لم يتجاوز عمرها العام بأي ذنب قتلت؟