عبدالله. أن تعود، وتطرق أبواب المستحيل، فيما لا عودة إليه؟ - أن أعود طفلاً أمارس الركض وأمرغ أقدامي في تربة «سنام» قريتي، التي سلبتني براءتها المدينة. الغيمُ حزامٌ على خصر السماء وكلَّما حَلَّتِ السماءُ حزامَها، هَطَلَ المطرُ. هل توافق من يقول ذلك..؟ - ليس بالضرورة لكن عبق الأنوثة هنا يشدني. لن تمطر السماء أزهاراً أبداً فإذا أردنا المزيد من الأزهار يجب علينا زراعة المزيد من الأشجار... لمن تقول هذا الكلام؟ - ما لم تتسامق أشجار الحب والإنسانية في دواخلنا فكل الأشجار والزهور شواهد على مواتنا. عندما ترى أحدهم «لا يطيق» الشعبي ماذا تقول له؟ - وللناس فيما يعشقون مذاهب. من أمريكا حصل أحدهم على الدكتوراه في الشعر الشعبي هل بظنك يعرف الأمريكان «يا ونة ونيتها»؟ - نعم يعرفون «ياونة ونيتها» ولولا ذلك لم يمتد أنين العرب من الخليج إلى المحيط. إذا كان بعض القوم يتعايشون مع أبناء عمومتهم أيستحيل على الفصحى أن تتعايش مع العامية؟ - ليست لدى الفصحى عقدة نفي الآخر، الفصحى تعايشت مع الفارسية وغيرها من اللغات، المشكلة في اضطراب العامية وشكوكيتها تجاه أختها. وما الفرق بين شيطان الشاعر الشعبي وشيطان الشاعر الفصيح إن سلمنا أن لكل شاعر شيطاناً قريناً؟ - كل منهما يدعي أنه شيطانٌ ذكر، تصور ذكورية حتى بين الشياطين. قال أحدهم: عبدالله السميّح: سيّد الألق والبهاء، يقودنا إلى«دروب الشّعر» الحقيقي. هذا السامق رغم زهده في الأضواء إلا أن ضوع عطره وشى به وأفعم. لماذا أنت زاهد في الأضواء؟ - ذلك العبق نثَّه السامق عبدالله الحسني ذات تغريدة، وبالنسبة لي ليست المسألة مسألة زهدٍ أو نهم ولكن إذا كان حضور الشاعر يزيد توهج الأضواء فهذا المبتغى، أما أن يستمد حضوره من الأضواء فهذا ما أمقته. لمن تقول.. ما زال هذا الرجل يهذي حتى صار شاعراً؟ - لمعظم شعراء الفضائيات. يقول أحد الفلاسفة إن كل نسان شاعر ولكن تختلف طريقة التعبير من إنسان لآخرهل هذا صحيح؟ - هذا يتطابق مع قول الآخر، الشاعر فنانٌ يرسم بالكلمات والفنان شاعرٌ يكتب بالألوان. قلت ذات مرة: مشكلة الشعر الفصيح تكمن في «النظامين» ذوي اللغة المتخشبة وإلا ما تفسير شهرة نزار التي تجاوزت كل الشعراء النبطيين؟ مثل من؟ - ليست المسألة تتعلق بمن، نزار استطاع بلغته تجاوز شعراء الفصحى المعجميين وشعراء العامية المحلية في كل بلد عربي لأنه يعرف ما يريد الجمهور العربي أي العزف على وتري الجنس والسياسة. يقول خلف بن هذال: (امشي تحت غر المزون الروايح وابسط فراشي في (مبارك نياقي) أنت أين تبسط فراشك؟ - في (مبارك) أوراقي. من صديقك الذي تدخره ليومك الأسود؟ - الشعر. ومن عدوك الذي كشفته لك الأيام؟ - الحِلم في غير موضعه. من أجمل من قابلت في حياتك؟ - نور الله. نقطة تحولك متى كانت؟ - هاجس الوعي محرضٌ على التحول، دون متى، وكيف، ولكل مقام مقال. كيف يكتب الشاعر الهادئ قصيدة صاخبة؟ - في المزاين. وكيف يكتب الشاعر الصاخب قصيدة هادئة؟ - عندما يرى جمس الهيئة. ماذا تقول عن هؤلاء: محمد الثبيتي: - ستموت النسور التي وشمت دمك الطفل يوماً وأنت الذي في عروق الثرى نخلةُ لا تموت. خلف بن هذال: - من سيملأ المكان الذي تركته ألهذا الحد كنت كبيراً. سعد بن جدلان: - عفويتك جعلت أدعياء الإعلام يبالغون في استغلالك. أشجان هندي: - القصيدة الأنثى بكل تجلياتها برغم السخط الذكوري. مرزوق بن تنباك: - سادن الوعي واقفاً يخطب فيما الرؤوس توغل في رمال البلادة. لماذا كل الأشياء تحتفل بطريقة تصاعدية إلا... المطر؟ - لثقته بالحياة. خصوصية المجتمع السعودي ماذا تقول عنها؟ - الشعار تفضحه الممارسة. متى تغني؟ - إذا انتشيت برائحة الأرض داهمها السحاب. التفكير هم كبير أو راحة عظيمة بماذا تفكر الآن؟ - فيما لا جدوى من التفكير فيه. ماذا تنتظر من المستقبل أن يمنحك؟ - مزيداً من الأصدقاء. الجيل الذي تنتمي إليه ماذا تسميه؟ - جيل الأيتام. المرحلة التي نعيشها الآن كيف تصفها؟ - أم المراحل. الفصحى ونظرية الفكر العامي؟ - موقف المفكر محاصراً بالقبيلة. تتشابك لديك القصيدة الفصحى بالعامية هل ثمة ازدواجية هنا؟ - مقيتةٌ هي الازدواجية إلا في الإبداع، وما دمت أمتلك الشرط الفني والمعرفي لهذه وتلك فالقصيدة تختار أجنحتها. يقول فاروق جويدة: (أريدُ الحياة ربيعاً وفجراً.. وحُلماً أعانق فيه السماء.. أريد الحياةَ كطيرٍ طليق... يرى الشمسَ بيتاً... يرى العُمـرَ ماء.. أنت ماذا تريدها؟ - أريدها رقراقة ناصعةً خالية من شعر جويدة وأناشيده المدرسية. هل صحيح أن الحب كان أفضل حالاً عندما كان الحمام «ساعي بريد»؟ - نحن لا نعرف الحب ولا نريد أن نعرفه، ما دمنا نفاخر بعبقرية الكراهية. بيت من الشعر يلخص رؤيتك للحياة؟ - جربت دهري وأهليه فما تركت لي التجارب في وادي إمرئٍ غرضا الممارسة الإعلامية كيف تراها؟ - شاعر القبيلة مزوداً بالتقنيات الحديثة. والممارسة الإدارية؟ - وسيلة البيروقراطيين للغايات النفعية. ما القرار الذي اتخذته مجبراً؟ - العودة إلى الإعلام وأنت أحد الأسباب. يقال إن فوضوية الشاعر هي طريقته الوحيدة للإبداع. تعليقك؟ - هذه حجة العاطلين والشاعر «الداشر» تحديداً. الإعلام الإلكتروني لدينا؟ - هو الإعلام التقليدي نفسه خالياً من الوقار. يقول ماركيز «لم يفسد الحياة الثقافية إلا التوفيقيون» على من برأيك تنطبق؟ - هذه المقولة تنطبق على المشهد الثقافي لدينا وأنظر من يدعون للمهرجانات والأمسيات إنهم التوفيقيون الذين يلبسون لكل مناسبة لبوسها. من واقع «خبرتك» ما أقبح شيء في المرأة؟ - أنانيتها. يتساءل جون هوسبرز: «ترى ما هو سر الإصغاء إلى الموسيقى الحزينة.. أنا أنتظر الإجابة منك؟ - الحزن أكثر إنسانية من الفرح. تزيد رفاهيتنا وتقل معها سعادتنا.. لماذا بنظرك؟ - لاختفاء الروحي وطغيان المادي. لو طلبت منك سؤالاً لمن ستوجهه؟ - لسعادة وكيل وزارة الثقافة: ما المعايير في الوزارة والأندية الأدبية لمشاركة المبدعين في الأنشطة الثقافية. ما السؤال الذي تمنيت أن أسالك إياه؟ - وأنت خليت شيئاً!! لو سمحت انتهت أسئلة هذا الحوار وهذا إغلاق الخمسين ضع تحته ما ترى؟ - ما زال في الأرض ما يستحق الحياة.