الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح: استقبل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة في قصر الحكم أمس أصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي وعددًا من المسؤولين وجمعًا من المواطنين. في بداية الاستقبال رحب سموه بالجميع، منوهًا بالتطوّر الهائل الذي تعيشه المملكة في ظلِّ توجيهات واهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. وأبرز سموه اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالقضاء ودعمه وتوفير كل متطلبات مرافق القضاء. وقال سموه: لقد لمست معالم هذا الإنجاز والتطوّر للقضاء والطريقة الموفقة التي يسير عليها هذا المرفق المهم. فالمواطنون والمسؤولون كلّّهم سعداء بهذا الاهتمام والمسيرة الموفقة لمرفق القضاء في جميع المجالات إلكترونيًا وقضائيًّا وهذا بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثمَّ تحكيم كتاب الله وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم. وهذا دستورنا الذي ننهجه ونسير عليه والحمد لله ونفتخر بشرعنا الحكيم ودستورنا العظيم. وكرَّر سموه في ختام كلمته شكره وامتنانه لحضور أصحاب الفضيلة المشائخ في هذا اليوم وهذا اللقاء المبارك. كلمة الشيخ الحميد بعد ذلك ألقى معالي الشيخ عبد العزيز بن صالح الحميد رئيس محكمة الاستئناف كلمة أبدى فيها سعادته وامتنانه بهذا اللقاء الطيب وكذلك وجود أصحاب الفضيلة القضاة والحضور الكرام. وقال الشيخ الحميد في معرض كلمته: لا بُدَّ قبل الحديث عن محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض الإشادة بمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير القضاء، فخادم الحرمين -وفَّقه الله- حرص كل الحرص وتابع بنفسه هذا المشروع الكبير لما للقضاء من أهمية عظيمة في حياة كل أمة وأصدر أوامره الكريمة بنظام القضاء ونظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية، وقد جاء في المادّة الأولى لنظام القضاء أن القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم غير أحكام الشريعة الإسلاميَّة والأنظمة المرعية وليس لأحد التدخل في القضاء. وهذه المادّة بحمد الله تُطبّق في الواقع تطبيقًا واقعيًا. الأمر الآخر ما أصدره -وفَّقه الله- من دعم المشروع بسبعة مليارات ريال. إن هذه العناية الكبيرة التي يلقاها القضاء أخذت تطوَّرًا كبيرًا في شتَّى المجالات مما جعلنا وخصوصًا في النظام الشامل نضاهي أكبر الدول المتقدِّمة وجعلنا نسابق الزمن في اختصار الجهد والوقت. واليوم القاضي يتعامل مع هذا النظام بكلِّ ثقة واقتدار. وتسعى الوزارة ومجلس القضاء إلى تنفيذ توجيهات خادم الحرمين -حفظه الله- بسرعة البت في القضايا وإنهاء الخصومات بين الناس. وأبرز الشيخ الحميد جانبًا من نظام القضاء فقال: لقد جاء في الفصل الثالث من نظام القضاء ما نصه: (يكون في كلِّ منطقة محكمة استئناف وتباشر أعمالها من خلال دوائر متخصصة ودوائر محاكم الاستئناف، دوائر حقوقية ودوائر جزائية ودوائر الأحوال الشخصيَّة ودوائر محاكم تجاريَّة ودوائر عمالية. وجاء في المادّة السابعة عشرة بأن تتولى محاكم الاستئناف النظر في الأحكام القابلة للاستئناف الصادرة من محاكم الدرجة الأولى والحكم بعد سماع أقوال الخصوم...إلخ. وبهذا يتضح النقلة النوعية عندما تباشر محاكم الاستئناف اختصاصاتها على أن النظام أجاز لمجلس القضاء الأعلى استثناء بعض القضايا التي لا يلزم حضور الخصوم فيها. وهذا ما يعمل المجلس الآن على تحديد ذلك. وأشير في المادّة الثانية والأربعين بعد المائتين على أن يعمل بهذا النظام من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية. وقد جعل هناك مرحلة انتقالية للبدء في استئناف الأحكام بعد الانتهاء من اللوائح التنفيذة والآن انتهت بحمد الله ومنته محكمة الاستئناف في عام 1434هـ وأصدرت 17274 قرارًا منها ما هو مصدق وقد بلغت القرارات المصدقة 7546 بنسبة 43.7 في المئة وقرارات النقض 263. وتحرص المحكمة على سرعة دراسة المعاملات المعروضة عليها وفي هذه الأشهر الأخيرة متوسط صدور القرارات لا يزيد على خمسة عشر يومًا وهذا بفضل الله، ثمَّ بجهود أصحاب الفضيلة القضاة رؤساء وأعضاء الدوائر والأجهزة المساندة، ثمَّ بفضل الدعم والمساندة التي تلقاها المحكمة من معالي وزير العدل ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وأصحاب المعالي أعضاء المجلس الأعلى للقضاء. لا شكَّ أن اهتمام ولي الأمر بهذا المرفق القضائي له دوره الكبير في تقدم بلادنا من نهضة حضارية وتقدم ملموس. نسأل الله العون والتوفيق للجميع. وفي نهاية الاستقبال تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو أمير منطقة الرياض بالنيابة. حضر الاستقبال الأستاذ عبدالكريم العبدان نائب المشرف العام على مكتب سمو أمير منطقة الرياض وعدد من منسوبي أمانة منطقة الرياض.