×
محافظة المنطقة الشرقية

نظام إلكتروني للتسجيل في تأجير الأراضي الصناعية بالأحساء

صورة الخبر

أهلاً بك يا رمضان.. شهر البر والرحمة والغُفْران! بقدُومك.. تحلّ الفرَحةُ في كلّ قلب ومكان، وتنتشي النُّفوسُ بروحانية الإيمان والفَضِيلةَ والعمل الصالح! * * * ) لِمَ لا تُغَرِّدُ النُّفُسُ احتفاءاً بقدُومك.. وقد اصطفاك الرب تبارك وتعالى على كل الشُّهُور.. فأْنْزَلَ فيك القُرآنَ.. هُدَىً لِلنّاس، وبيَّنَاتٍ من الهُدَى والفُرْقَان، وخصَّ إحْدَى ليَالِيِك بالفَضْل الأعْظَم.. فجَعَلها خَيْراً من ألْفِ شَهْر.. تَنزَّلُ الملاَئِكةُ والرُّوحُ فيها بإذن ربهم من كل أمرٍ، سَلاَمٌ هي حتى مطلع الفجر! وحضَّ فيكَ على طرْق أبْوَاب البرّ.. عَطاءاً وثواباً.. ليُنْفِقَ المؤْمِنُون في أيّامك ولياليك مما كسِبُوا صدقةً تزكيهم وتُطَهِّرُ أنْفَسَهُم وأمْوالَهُم! * * * ) أهلاً بك يا رمضَانَ.. ) أولُّك رحمة.. ) وأوسَطُك مغفرة.. ) وآخرُك عتْقٌ من النَّار.. ) وطوبى فيك للصَّابرين.. الكاظمين الغيظَ، والعافين عن النَّاس! ) طوبى فيك للفقراء.. الذين يَحسَبُهم النَّاس من التّعفّف أغْنياء، والله وحدُه أعلمُ بما يُسِرُّون وما يُعلِنون! ) طوبى فيك للأغنياء الذين لم تُلْهِهم زينةُ الحياة الدنيا او تغوهم عن التماس سُبُل الخير.. ليهَبوا من أموالهم سِرَّاً وعَلانية.. عطاءً سخاءً بلا منّة ولا أذىً.. يُغضبُ الخالق.. ويُذلّ المخلوق! * * * ) كلما حلّ شهر رمضان المبارك، استيقظ في نفسي هاجس من ألم.. ممثلاً في شُعُور (الغُربة) التي تُرافقُ هذا الشَّهَر الكريم منذُ بدايته حتىَّ نهايته، وتتجسَّد هذه (الغُربة) في بعض الممارسات المناقضة لرُوحانية هذا الشهر الكريم ومُثُله العُليَا، حين يصرّ البعْضُ على (أظهار) إثرتهم المادية.. والتظاهر بها.. غلّواً وغروراً! ناسين بذلك معاني الزُّهد والتَّضحية والبرّ، وكأنك يا رمضان موسم لإشباع أهازيج الحسِّ.. مأكلاً ومشرباً وملبسَاً! * * * ) ومنهم من يُمسِكُ عن الطَّعَام والشراب.. لكنَّهُ لا (يُمسِك) عن أذى الآخرين.. لغواً بالَّلسان.. أو مسَّاً باليد، أو رجماً بالظنّ! ماذا بقي منك يا رمضان.. إذا لم يعصم المرءُ نفسه عن أذى النَّاس ولم يطرق سُبُلَ الخير.. برَّاً بمن هو أهْلٌ للِبرّ ؟! ماذا بقي منك يا رمضان.. إذا أفسدناه بمُوبقات الهوى.. إمسَاكاً عن البرّ.. وإطلاقاً لنزغاتِ النَّفس الأمَّارة بالسُّوء!؟ * * * ) وقبل الخِتام. أرجو ألاَّ يرتاب أحدٌ في مغزى هذا الحديث، فلستُ أتحامل على الغنيِّ، أو أنكر عليه غناه وحقَّهُ في إظْهَار نِعْمة ربِّه عليه، لكنني أطمعُ أن يتذكَّر أنّ في ماله حقّاً للسَّائِل والمحرُوم، وتلِكَ إرادة الله التي لا مُبدِّلَ لها!