أكرر دائمًا مقولة (حب نفسك)..! هنا لا أقصد بها الأنانية..! كل ما أريد قوله ألا تحني ظهرك بأعباء الغير، ولا تجعل أكتافك سلمًا يصعد عليه الآخرون، وألا تجعل شبابك يذبل ليشرّق وجه الآخرين، لكن من قال إننا لا نحب؟ الحب هو لغة الروح، الروح معظم الوقت صامتة فتأنس بحديث روح أخرى تخاطبها، الحب لا يعرف لغة عربية أم أعجمية له لغته الخاصة، الحب لا يعرف جنس بشر أو حيوان وربما جماد كما قيل قديمًا ((من حب له حجرًا شاله)) ثم إن الحب ليس محصورًا على من حولنا وليس على فئة معينة، ليس كما تعلمنا في قصة أحمد وسارة أحب أمي وأبي، جدتي وأخواتي قال ﷺ: ((ربي لا تلمني بما لا أملك)) و((الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)). (الروح) لا تعرف العالم الخارجي لكنها تأنس بمن يفهمها فقط، ثم ربما نكره هذا للونه، ونستحقر ذلك لمظهره، ونزدري تلك لفقرها هذا لا يفهمه الحب، هذا حالة خاصة لمرضى العقول، إذا لم يكن هناك حب فهو على النقيض سوف يكون حربًا!! الحب هو شعار السلام ثم نرد وعليكم كذلك السلام، الحب كرائحة عطر في المكان والبغضاء كرائحة خبيثة تعم المكان ولك القرار أين تستطيع المكوث منها، لكن يا عزيزي إذا أحببت لا تتكلف حتى لا تندم وتهلك، وإذا كرهت لا تتلف قال علي -رضي الله عنه- :{أحبب حبيبك (هونًا) ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما وأبغض بغيضك (هونًا) ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما}. يا صاحبي إذا أحببت لا يصبح عقلك كسلانًا وتفكيرك نائمًا وفقط قلبك هو من ينبض باسم ذلك الحبيب فتصبح مجنونًا، ثم تسقط وتصحوا من سباتك العميق لألم السقوط، نكرر دائمًا ليس الحبيب كالحبيب الأولِ؛ إذًا لماذا لم تستمر مع حبيبك الأولِ؟! لأن علاقتك لم تكن ناضجة الحب الأخير أنضج بعد خبرتك الأولى تبقى تجربتك الأولى فقط التي لا تنسى. كن واعيًا مبصرًا حتى في حبك، ولا تلهث خلف شخص، دائمًا ومن طبيعة البشر لا تحب من يجري خلفها، أَعْط من تحب مساحته الخاصة احترم حياته حتى وإن كنتم تحت لحاف واحد، الحب لا يعني انعدام وجود من أمامك وتملكك إليه، وفي النهاية حبوا فما أجمل أن تنام على وسادتك وأنت مليئ بالحب لك الخيار فيما تحب طلوع الشمس أو ضوء القمر، الفاكهة هذه أم كوب القهوة هذا، تحب أيًا من الألوان الطيف وأي من البشر والأصحاب، المهم أن تعيشوا بحب لأنكم خلقتوا لذلك. هل أصبح السلاح زينة !! في قديم الزمان ولقلة الأمن والأمان كان كل شخص يحمل بجانبه سلاحًا بغرض الدفاع عن نفسه؛ لذا كانت نسبة القتل كبيرة جدًا، وعدد البشر ضئيلًا جدًا، لكن العجب العجاب في زمننا هذا يحمل الرجل السلاح بغرض الزينة..! وهل أصبح السلاح الذي يحمل معنى سفك الدماء والغلظة يومًا ما تزينًا للمظهر ؟! إذا كان الأمر كذلك فلتصبح سياراتنا أفخمها مدرعة ! لذلك تذكر أن في لحظة غضب يتغير كل شيء وتعود الأسلحة التي حملت للزينة إلى ما صنعت له..! وكما علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من حفر النار)). هناك قصص مثيرة جدًا أن أشخاصًا في السجون يقولون: لو لم نكن نحمل أسلحة في ذلك الوقت لما قتلنا.! لماذا لم نحرص منذ البداية على تركها.؟! نحن نريد أن نثبت للعالم أننا أقوياء لقلة الثقة في ذواتنا فنأتي بمقومات من الخارج تخفي ضعف ذواتنا من الداخل..! لذا تجد الكثيرين يحملون في سياراتهم الخاصة ما يسمى في مجتمعنا عجراء أو الغدارة أو سلاسل حديدية..! وكأننا أصحاب شر أو نجلب وندعو للشر لنا، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أَنَا عَنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرَنِي، .)). الأدهى والأمر أننا نحمل في ملابسنا التي تستر أجسادنا أسلحة بيضاء، ونرتدي فوقها للزينة شيئًا من العبوس والجفاء والقسوة عدة أسلحة ليهابنا الآخرون..! لا أعلم ماذا يريد أن يصل إليه، هل هو وحش يرعب الآخرين!؟ من فضلكم منذ البداية دعوا كل شيء إلى ما صنع له؛ لأنه في النهاية سوف يعود إلى هدف صنعه؛ من الإيذاء والقتل، ولكم أن تسألوا أغلب من في السجون إن كان حمل سلاحًا ولم يكن هدفه إيذاء أحد.! الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن شهر السلاح مازحًا أو تخويف مؤمن؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه)) فلنأخذ مثالًا لو شخص يحمل دائمًا معه عصا وهو يحدثك لأي موضوع كان؛ فأنت تخشى على عينك أو أحد جوارحك من تلك العصا التي تلوح من حولك وعن يمينك وشمالك، وينطوي تحتها مزحه الذي سوف يوقع بك عدة ضربات من باب المزاح، استثناء إذا غضب ربما تجد حتفك على يده، قال الرسول: ((إذا مر أحدكم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبل فليمسك على نصالها بكفه؛ أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء، أو قال: ليقبض على نصالها)). كان هناك شخص ساذج أتى إلى حكيم في مجلسه وأمام الملأ قال: يا حكيم أرى أن المرأة حذاء نستخدمها عند الحاجة؛ قال الحكيم: صحيح فالمرأة حذاء لمن يرى نفسه قدمًا وهي تاج لمن يرى نفسه رأسًا. هناك ذكور يعامل المرأة وكأنها لا إحساس؛ ليكمل نقصًا في ذاته ويستعبدها ويتحكم بها ولا يحترم كينونتها ولا خصوصيتها ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟))، أما الرجل فهو الذي يعامل ((النساء شقائق الرجال)) تستهين بالمرأة!! إذًا أنظر إلى التاريخ؛ الرسول أقام غزوه بني قينقاع بسبب امرأة، يوسف دخل السجن بسبب امرأة، سليمان حرك الجن بسبب امرأة، قيصر حرك الروم بسبب امرأة، هتلر حرق اليهود بسبب امرأة، روميو انتحر بسبب امرأة. قال الرسول: ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم، وإن ذهب وأد البنات بالقتل فهناك وأدهم بسلب الحقوق، والذنب؟ أنتِ فتاة، في مجتمعنا يمارس الطفل طفولته على أنثى ثم يكبر ليمارس مراهقته على أنثى ثم يكبر يمارس ذكوريته على أنثى !!! كل مراحله النفسية وضغوطه يفرغها في أنثى.. في مجتمعنا ولي أمر فتاة شخص واحد بينما يحدد مصيرها أمة بأسرها.. أنظر الى الرسول يقول: لو كانت فاطمة بنت محمد سرقت، والآن في عصرنا من العيب يقال اسمها، وإن كانت البنت الكبرى نادوا الأب بابنه الأصغر بحجة أنه ذكر الرسول (صلى الله عليه وسلم) يغضب على علي رضي الله عنه عندما سمع خبر أنه يريد أن يتزوج على فاطمة مراعاة مشاعر ابنته ولم يتزوج علي رضي الله عنه إلا بعد وفاة النبي وفاطمة، عمر رضي الله عنه يعجن العجين قالوا: أليس لديك خادمه قال: ذَهَبَتْ إلى السوق قال: إذًا انتظرها حتى تعود قال: نحن قوم لا نكلف الإنسان عملين وفي عصرنا فهم أن القوامة هي الجلوس والتأمر، المرأة كانت شاعرة، وكانت طبيبة، وكانت خيالة، في زمن خير الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم ). والآن ترفض أن تعمل طبيبة، أو مذيعة، أو مصورة أو أو بسبب حكم الاختلاط عجبًا وكأن أحكام الدين تطبق على الفتاة أما الرجل مستثنى! في مجتمعنا يشجع الفتى بينما تحطم المرأة حتى يكون أقصى طموحها ماذا تطبخ وجبة اليوم، في مجتمعنا ترفض الفتاة زيارة صديقتها أو مشاركتها فرحها بينما الرجل يسافر في دول تبعد بيننا وبينها قارات ومحيطات، الرسول كان يرسل طعامًا إلى صديقات عائشة رضي الله عنها تقديرًا لصحبتها وكان يستبشر بصديقات خديجة رضي الله عنها ويقوم بضيافتهن حتى بعد وفاتها. [ما أعظمك يا محمد] فإذ كنت تخالف ذلك اذهب إلى أقرب طبيب نفسي يصلح ما في عقلك من مرض، والآن راجع نفسك هل أنت رجل حقًا أم ذكر !!! قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} أيعقل أن الله أعدل العادلين وأحكم الحاكمين أن يبني إنسانًا على سلب حقوق إنسان آخر، في النهاية لا يشعر بحرارة النار إلا من يحترق منها هل فهمت ؟. في مجتمعاتنا العربية يتوفر لدينا مسكّن، ملبس، أمن، تتوفر كل أمور السعادة؛ مع ذلك نكون مضغوطين على أعصابنا نتحرى أي أمر لكي ننفجر ! عندما تضغطنا العادات التقاليد وبعض المعتقدات أو كما يتداول في مجتمعنا مسمى (منقود) استثناء العيب والحرام، لا تستمتع بصوت الموسيقى لأن من بجانبك سوف [ينقد] فقط ليس لأنه حرام، لا تصرخ بصوت عالٍ، لا تحضن صاحبك، لا تجري مع زوجتك، لا تلعب مع أطفالك، لا تصافح من تريد، لا ترتدي الملابس التي ترغب بها، لا تتزوج من تحب، لا تدرس ميولك، لا تُمارس هوايتك، لا ولا ولا جعلتنا شعبًا يتسم بالعبوسية، (لا) دون مبرر فقط منقود مُلفت للنظر، ماتت روحهم الجميلة تخلو عن طبيعتهم، ارتدوا أقنعة على وجوههم تقبسوا شخصيات غير شخصياتهم، ظلموا أنفسهم لإرضاء غيرهم؛ فمن الطبيعي أن يكونوا مضغوطين لأنه صراع بين عالم خارجي يلزمه أن يكون آلة تمشي كما يريدون، وبين روحهم الحقيقية تريد تثبت ذاتها تصرخ أنا هنا لذلك أفعل قليلًا من الجنون، أضحك بكل ما فيك من قوة، تسلق أعلى قمة، أعلن عن حبك لمن تحب، عِشَّ نفسك أنت كما أنت لأن حياتك سوف تدون تحت اسمك، فأبدع في كتابتها واجعلها قصة ممتعة للغاية، سوف ينتقدونك ثم يقلدونك ثم يقتدون بك ثق بذلك تمامًا، قال تعالى: ((لا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا)) رفقًا بأنفسكم من فضلكم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: هل أصبح السلاح زينة !!