شخص عضو شرف نادي الوحدة السفير محمد طيب، حال رياضة مكة ووصفها بالمؤلمة والمحزنة، مشيرا إلى أن التحرك الذي يقوم به أخيرا بين الوحدة وحراء هو محاولة منه لإعادة الرياضة المكية للواجهة من جديد وتحريرها من المراكز المخجلة. وقال في حواره المطول مع «عكاظ» إن الوحدة يترنح بين صعود وهبوط، وحراء يقبع في دوري المناطق، وشن هجوما لاذعا على من يحاربون إدارات الوحدة ويعرقلون عملها، ووصفهم بأنهم شلليات تسببوا في نكسة هذا النادي العريق، مؤكدا أن الخصخصة هي الحل لإنقاذ هذا الكيان من كل مشكلاته المزمنة. * دعنا نبدأ من مطالب أعضاء الجمعية العمومية الذي طرح خلال الاجتماع الأخير بتشكيل مجلس شرفي ولجنة فنية ولجنة لجلب الموارد المالية، مارأيكم في تلك المطالب؟ * * تم تشكيل لجنة مكونة مني أنا وعضوية عبدالمعطي كعكي وعبدالوهاب صبان ومروان شعبان وعبدالله فدعر وهذه اللجنة تمثل وجهة نظر السواد الأعظم من الجماهير الوحداوية لإيجاد حلول لمشكلات الفريق الفنية والمالية وعقدنا اجتماعا مع رئيس النادي هشام مرسي لدراسة كافة العوائق التي تقف أمام الفريق، وهذه اللجنة شريكة في صنع القرار مع إدارة النادي لاستقطاب اللاعبين الأجانب وتوفير الدعم المادي وتحمل المسؤولية في إبقاء الفريق ضمن دوري جميل. * إذن ما هي المهمات الأساسية لهذه اللجنة؟ * * شكلت هذه اللجنة بناء على مخرجات الاجتماع الأخير الذي أتى في ضوء مخاطر محدقة بالفريق، إذ وجدنا أنه لابد من الوقفة الصادقة خلف نادينا، وهذه اللجنة تمثل خطا قويا يقف خلف النادي لتوفير الدعم المادي والمعنوي والتدخل عند حدوث أي مشكلة تواجه الفريق. * وهل تتجاوب إدارة النادي مع كل ما يطرح من مقترحات؟ * * هناك مذكرة تم توقيعها بين إدارة النادي واللجنة لتنظيم العمل بينهما وعقدنا اجتماعا مع رئيس النادي وكان متجاوباً ومتحمساً لتلك الاقتراحات والخطوات التي تصب في مصلحة النادي العامة. تأجيل المطالب * كانت هناك مطالب مسبقة بسحب الثقة من الإدارة الحالية هل لازالت قائمة؟ * * نحن اتفقنا على تأجيل مثل هذه المطالب حتى نهاية الموسم، فكل الجهود تبذل حالياً من أجل إبقاء الفريق ضمن دوري جميل، فليس الحل في سحب الثقة من إدارة في منتصف المشوار وجلب إدارة أخرى؛ لأنها سوف تواجه المشاكلات ذاتها المتمثلة في الدعم المادي، فمن المصلحة العامة استمرار الإداراة الحالية وتوفير كافة وسائل النجاح والأجواء الصحية لها من كافة مكونات الشرائح الوحداوية. * مشكلة الوحدة كما تعرف ويعرف الجميع ليست وليدة اليوم، فهي مشكلة مزمنة تحتاج إلى حلول جذرية وليس علاجا بالمسكنات.. * * نعم، أنا أتفق معك في هذا، مشكلات الوحدة مستمرة من موسم لآخر بكل أسف ولكن في محاولة لفرملة تلك المشكلات أسسنا هذه اللجنة من أجل إنقاذ الفريق من الهبوط وإبقائه في «جميل» لكي تتاح له فرصة الخصخصة في المستقبل من قبل المستثمرين، والخصخصة سوف تحل بالكامل جميع خلافاتنا؛ لأن النادي سيكون مُستثمَرا من قبل شركة خاصة تمتلك كل مقومات الحياة من دعم مادي ومعنوي وفكري. * هناك من يرى أن الوحدة يفتقد إلى كبير يلم شمل الوحداويين من خلال رئاسة مجلس أعضاء الشرف؟ * * نحن نتحرك كأبناء غيورين على رياضة مكة دون النظر إلى المسميات لأن عضو الشرف هو مسمى فقط عليه أن يجلب الدعم المادي فقط لأنه مكبل ومقيد بسبب لوائح هيئة الرياضة ليس له سوى الدعم المادي فقط، فلائحة هيئة الرياضة تعطي الصلاحية لأعضاء الجمعية العمومية التي يرأسها رئيس النادي وهو بالتالي يتحكم في مفاصل كافة أمور النادي وهذا يسبب ضعفا للأندية في الحراك تجاه مناقشة أمور الأندية بين إدارة النادي وأعضاء الشرف الذين لا يتجاوز أدوارهم سوى جلب المال. يزرعون المكائد * غالبية الرياضيين يرون أن الوحداويين لا يستثمرون الفرص التي تتاح لهم ولم يستثمروا تحديدا وجود رجل الأعمال المعروف صالح كامل خلال فترة سابقة عمل فيها رئيسا للجنة المشرفة على النادي، إذ تركوه يدعم لوحده، بل طالبوه بترك ناديهم.. * * هذا الكلام مع الأسف صحيح، إذ شهدت فترة وجود صالح كامل دعما ماديا لم يسبق له مثيل، فمع الأسف هناك أشخاص لا تهمهم مصلحة الكيان، بل يزرعون المكائد للأشخاص الذين يتبوؤون مقعد الرئاسة وهذا أضر بنادينا منذ سنوات عديدة تسيدت فيها الشللية والحزبية أجواء النادي، فكل إدارة ترحل تقوم بمحاربة الإدارة التي تسلمت منها المهمات، فهناك مع الأسف ولاء لأشخاص حينما يرحلون من الكرسي يقومون بمحاربة الرئيس الجديد، وهذا تسبب في تدهور أوضاع النادي حتى وصل إلى ما وصل إليه من مركز متدنٍ في ترتيب دوري جميل، فالشللية تضرب وبقوة أركان نادينا، والتخلص منها يتطلب التفافا صادقا من جميع مكونات شرائح النادي. * لماذا لم تقفوا مع صالح كامل؟ * * وقفت أنا شخصياً ومعي عدد من الغيورين من الشرفيين والجماهير التي تدرك أهمية هذا الرجل الذي لم يسبق له أن دعم ناديا رياضيا إلا نادي الوحدة لأنه أحد أبناء مكة المكرمة، فكان يسعى إلى أن يرفع شأن هذا النادي ويدلف به إلى منصات التتويج، ولكن بكل أسف لم يكن هناك تعاون إيجابي من أجل المصلحة العامة للكيان بل هناك أصوات ظهرت وبكل أسف تطلب منه ترك النادي ومغادرته، فهذا الرجل وبأمانة مكسب لأي ناد. * هل يمكن إعادة صالح كامل داعما ومستثمرا مستقبلا؟ * * الفرصة ستكون متاحة وبشكل أكبر خلال الفترة القادمة التي ستشهد خصخصة الأندية، ونتمنى أن تفوز إحدى شركات صالح كامل بالاستثمار واحتكار نادي الوحدة مستقبلاً، مع العلم أن صالح كامل رغم ابتعاده في الآونة الأخيرة عن النادي إلا أنه لا يزال يدعم حينما نطلب منه ذلك وتضيق علينا الحلول. استمرار الإدارة مهم * روج في الآونة الأخيرة توصل الوحداويين إلى اتفاق مع ابن رجل الأعمال المعروف عبدالرحمن فقيه (ابنه طارق) لتولي الرئاسة، هل نادي الوحدة في أزمة رئاسة أم في أزمة دعم وفكر؟ * * بالتأكيد النادي يحتاج إلى دعم فالرئيس موجود ومنتخب وسوف يستمر حسب اتفاقنا الأخير في الاجتماع بأن يستمر المجلس الحالي حتى نهاية الموسم ولكن مع الأسف الدعم المادي والمعنوي كان مفقودا خلال المرحلة الماضية، فعدد حضور الجماهير في مباريات مكة من 200 إلى 300 مشجع وهذا مخجل فقد كنا نحضر في التمارين في ساحة إسلام أكثر من 1000 مشجع، فالمرحلة القادمة تتطلب وقفة الجميع من جماهير ورجال أعمال لتوفير كافة سبل الدعم المعنوي والمادي لأنه هذا هو المخرج الأنسب لبقاء فريقنا ضمن جميل. * إذا ماذا ينتظر الشارع الوحداوي من حلول لإنقاذ فريقه؟ * * اللجنة الحالية تعمل كشراكة إستراتيجية مع إدارة النادي لتوفير الدعم المادي والمعنوي وسوف نكون قريبين من الفريق والمهمة تتطلب كما ذكرت وقفة الجميع ولعل نتيجة الرائد الأخيرة بمكة شهدت عودة الروح للاعبين وكلنا ثقة فيهم ولكن الجماهير مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالحضور والمؤازة في كافة المواجهات. * في الآونة الأخيرة لوحظ اهتمامك وبعض شرفيي الوحدة بدعم جاركم حراء ماديا ومعنويا؟ * * كما يعرف الجميع أنا رئيس فخري لأعضاء شرف حراء ودعمنا له مع بقية الشرفيين يأتي في إطار السعي لتصعيده لأندية الدرجة الثانية والتحرر من دوري المناطق الذي يقبع فيه منذ سنوات، والأمور تسير نحو الأفضل وخصوصاً أن الأخ زين نيفاوي رئيس أعضاء الشرف الداعم الرسمي لحراء تعهد بدعم النادي مادياً ومعنوياً حتى تحقيق الهدف المنشود من أجله، وأنا قدمت لهم مكافآت وجلبت أخرى وأعدهم أيضا بمكافآت مضاعفة في حالة الصعود لأندية الدرجة الثانية. * ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب دعما ماديا كبيرا ودعما جماهيريا؟ * * هناك خطة وضعت بـ600 ألف وحوافز مالية أخرى والجماهير في مكة مطالبة بالوقوف مع حراء ونحن سنتابع خطوة بخطوة كل المواجهات القادمة لحراء وتلبية حاجات المرحلة القادمة، وهذا هو الهدف الأساسي أن يكون لدينا في مكة فريقان في جميل، حراء والوحدة، وهذا هدف إستراتيجي وضعناه ويشارك في صنعه أهل مكة. الحال مؤلمة * كيف ترى رياضة مكة مؤلمة أم مرضية؟ * * بكل أسف حال رياضة مكة مؤلمة، لدينا ناديان، الأول يترنح بين المراكز المتأخرة في «جميل» وأندية الدرجة الأولى والآخر يقبع منذ سنوات عدة في دوري المناطق، وكان قبل ذلك ضمن أندية الدرجة الأولى، فحان الوقت لتصعيده إلى مكانة الطبيعي ومن ثم إلى جميل وهذا ليس مستحيلا على أهل مكة التي بدأت منها الحركة الرياضية في كافة الألعاب. * هل أحبطك رجال الأعمال بمكة في عدم توفير الدعم الكافي لأندية المدينة المقدسة؟ * * رجال الأعمال ينظرون للكرة على أنها مضيعة للوقت ومعظمهم من كبار السن ويتجاهلون دور الأندية الجبار في احتضان شباب الوطن ومنعهم من الانزلاق في مخاطر مميتة لشباب الوطن مثل المخدرات والأفكار المنحرفة، فحينما يدعمون الأندية يساهمون في خدمة الوطن من خلال توفير بيئة صحية لأبناء الوطن ليمارسوا كافة أنواع الرياضة كل حسب عشقه. * بصراحة ماذا تتوقع منهم مستقبلا؟ * * كل خير، أنا دائما متفائل بالمستقبل مع معالجة بعض الأخطاء أو حل الاختلافات في بعض وجهات النظر بين هذا الطرف وذاك، فهناك رجال أعمال وقفوا مع الأندية وقدموا مبالغ مالية كبيرة ساهمت في رفع شأن الرياضة السعودية ومستقبل الرياضة السعودية وسيكون بيد رجال الأعمال وننتظر منهم كل خير في مرحلة الخصخصة القادمة.