قالت إيران إنها ستمنع الأمريكيين من دخول البلاد ردا على الحظر الذي أعلنه الرئيس دونالد ترمب على دخول مواطني إيران وست دول أخرى ذات أغلبية مسلمة الولايات المتحدة. وقال بيان لوزارة الخارجية الإيرانية نشرته وسائل الإعلام الرسمية "على الرغم من احترام الشعب الأمريكي والتمييز بينه وبين السياسات العدائية للحكومة الأمريكية ستطبق إيران مبدأ المعاملة بالمثل إلى أن يتم رفع القيود الأمريكية المهينة ضد المواطنين الإيرانيين. وأضافت: "القيود التي فُرضت على سفر المسلمين إلى أمريكا ..إهانة صريحة للعالم الإسلامي وللشعب الإيراني بشكل خاص وسيتضح أنها هدية كبيرة للمتطرفين". وسيؤدي بشكل فعلي الحظر الأمريكي إلى استحالة قيام أقارب وأصدقاء ما يقدر بنحو مليون أمريكي من أصل إيراني بزيارة الولايات المتحدة. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد قال السبت إن هذا ليس وقت بناء أسوار بين الدول منتقدا خطوات إلغاء اتفاقات التجارة العالمية لكنه لم يذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالاسم. وكان ترمب أمر الأربعاء ببناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وهو من الوعود الرئيسية التي قطعها خلال حملته الانتخابية ضمن سلسلة إجراءات لكبح الهجرة بشكل غير مشروع. وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الإيراني على الهواء مباشرة "اليوم ليس وقت بناء أسوار بين الدول. لقد نسوا أن سور برلين انهار قبل سنوات". وأضاف في مؤتمر بطهران عن السياحة "إلغاء اتفاقات تجارية عالمية لن يساعد اقتصادهم ولن يخدم تنمية وازدهار الاقتصاد العالمي، اليوم هو وقت تقارب العالم عن طريق التجارة". وكان ترمب سحب الولايات المتحدة رسميا من اتفاق الشراكة عبر الهادي يوم الاثنين منفذا تعهده الانتخابي بإنهاء المشاركة الأمريكية في الاتفاق الساري منذ عام 2015. وعمل روحاني الذي انتخب رئيسا لإيران عام 2013 على تحسين علاقات بلاده مع القوى العالمية بعد سنوات من المواجهة وأبرم اتفاقا في عام 2015 يقضي بكبح إيران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وبالنسبة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كان هذا الاتفاق علامة في إنجازاته على الساحة الخارجية إلا أن ترمب هدد بإلغائه أو السعي للتوصل لاتفاق أفضل. لكن القوى الخمس الأخرى التي شاركت في الاتفاق مع إيران أكدت التزامها به. وكان روحاني قال الشهر الجاري إنه لا يمكن لترمب أن يلغي من جانب واحد الاتفاق النووي وإن الحديث عن إعادة التفاوض عليه "لا معنى له". ومنذ رفع العقوبات وقعت إيران اتفاقات كبرى مع شركات غربية خاصة مع شركتي إيرباص وبوينج لتصنيع الطائرات. وقال روحاني: "اليوم هو وقت التعايش السلمي وليس وقت خلق مسافة بين الدول". ولم يشر روحاني بشكل مباشر إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب أمس الجمعة بتعليق دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة ومنع القادمين من إيران وست دول أخرى ذات غالبية مسلمة من دخول البلاد مؤقتا. وقال ترمب إن هذه الخطوات ستساعد على حماية الأمريكيين من هجمات إرهابية.