تحمّل صايل عناء السفر حين قرر الذهاب إلى هناك قادما من مدينته نابلس شمال الضفة الغربية ليرى القدس عن قرب، ويقول إنه لطالما كان يرسم لقبة الصخرة وبعض معالم المدينة الدينية والأثرية صورة في مخيلته "لكني اليوم أكاد ألامسها بيدي". وغنى صايل للقدس مرارا رغم حرمانه من دخولها وإنتاج بعض أعماله فيها من نحو عشرين عاما، لكنه لم يبخل عنها حين رآها وأعاد على مسامعنا مواويل وأغاني قالها فيها. أمام شوق الفلسطينيين لرؤية مدينتهم المقدسة، يقف لؤي عريقات (أبو درويش) مرحبا بكل من أراد الدخول لبيته وإلقاء نظرة على القدس بينما يذهب منشغلا لإكرام "ضيوف القدس". ولم يمتعض الرجل من زيارة أحد لمنزله من المواطنين والصحفيين وحتى الوفود والشخصيات الأجنبية التي تمنعها إسرائيل دخول المدينة، "بل إن بعضهم صار يستدل طريق المنزل لوحده"، يقول أبو درويش الذي يمنعه الاحتلال أيضا كأي فلسطيني بالضفة الغربية من دخول القدس. ثائر أنيس (يسار) يجد في سطح منزل أبو درويش نافذة لإطلاع زواره على الأقصى(الجزيرة نت) لا صلاة ولحسن حظ الرجل يكاد منزله يتساوى في الارتفاع مع طول الجدار الذي يعزله عن القدس، ويقول وهو يشير بيده إلى قرية جبل المكبر حيث لا تزال تسكن شقيقته "كنا نذهب إليها ونصلي بالمسجد الأقصى ونعود مشيا على الأقدام". ويردف قائلا بينما كان يسكب الشاي المطّعم بأوراق الميرمية الفلسطينية التي زرعها بالقرب من الجدار الذي حجب الشمس والهواء عنهم، "كاد الجدار يبتلع المنزل لكننا ناضلنا كي نغيّر مساره ونبعده ولو قليلا عن المنزل". في منزل أبو درويش التقت آمال الرجل بأن يمر الزمان بسرعة ويقترب سنه من الخامسة والخمسين كي يسمح له بدخول القدس دون تصريح، وآمال ثائر بالعيش وزوجته وأطفاله بالقدس، في حين اقترب حلم الفنان نادر صايل بعمل فني جديد عند تخوم المدينة.