أعلنت متاحف قطر اليوم، الانتهاء من ترميم مسجدي بن عبيد وفويرط التراثيين بنجاح ضمن الحملة الموسعة التي تقوم بها إدارة الحفاظ المعماري بمتاحف قطر لترميم المواقع التراثية بالبلاد وعلى رأسها المساجد الأثرية بهدف الحفاظ على قيمتها الثقافية والدينية العالية ومنع الهوية المعمارية القديمة في البلاد من الاندثار. ويرجع تاريخ مسجد بن عبيد الواقع في فريج أسلطة القديمة إلى عام 1935، وهو أحد المساجد التراثية الناجية من الزحف العمراني الحديث الذي ابتلع معظم المساجد القديمة التي كانت تضمها هذه المنطقة، وكان المسجد في أصله مبنيا من جذوع النخل ومسقوفا بالجريد وفناؤه مفروشا بالصبان وبجواره بئر للماء واستغرق ترميمه 10 أشهر وصار حاليا مؤهلا لاستقبال المصلين. أما مسجد فويرط، الواقع بالقرب من موقع فويرط الأثري، فمر بمرحلتي بناء، حيث جاءت عمارته الأولى في عشرينيات القرن الماضي باستخدام الحصى والطين، ثم أعيد بناؤه مجددا في ستينيات القرن الماضي ولكن هذه المرة بواسطة الطابوق المخلوط بالصبان، الذي شاع استخدامه في البناء خلال تلك الفترة من التاريخ القطري، كما استخدمت الأخشاب الرقيقة لتغطية سقفه الذي تميز بلمسة معمارية مميزة. وكانت أعمال الترميم في المسجدين قد انطلقت منذ عام لإعادة افتتاح المسجدين أمام المصلين وتوفير كافة سبل الراحة لروادهما، حيث اشتملت هذه الأعمال على إزالة طبقات الجص التالفة، وتأهيل الجدران لوضع طبقات جص جديدة وإعادة تأهيل الجدران الحجرية، ومعالجة الطبقات الخشبية، واستخدام المواد العازلة للرطوبة والمياه في طبقات المسجد المختلفة. وقال السيد علي الكبيسي، المدير التنفيذي لقطاع الآثار في متاحف قطر:" إن متاحف قطر أعادت من خلال عمليات الترميم للمسجدين بريقهما ورونقهما القديم "، مؤكدا أن هذه ليست المرة الأولى التي نعيد فيها إحياء جزء مهم من ثقافتنا ولن تكون الأخيرة، واعدا باستمرار متاحف قطر في حملة الترميم التي بدأتها منذ عدة سنوات للوصول إلى كافة المواقع والأماكن الأثرية لبث الحياة فيها مجددا والحفاظ على طابعها الأصيل. يشار إلى أن إدارة الحفاظ المعماري بمتاحف قطر تتولى مسؤولية الوصول بالتراث المعماري القطري لحالة الحفاظ التي تتطابق مع مقاييس الحفاظ الدولية والمعتمدة من منظمة /اليونسكو/، مما يؤهل وضع التراث المعماري القطري على قمة المواقع التراثية. م . م;