جنيف - وكالات: قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقرير شامل بعد مرور 11 عاماً على الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، إن الأوضاع الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في القطاع "تزداد سوءً والعالم يكتفي بالصمت والتجاهل". وأوضح الأورومتوسطي (منظمة حقوقية أوروبية مقرها جنيف) في تقريره الذي حمل عنوان "غزة.. مئة ألف ساعة من العزل" أن الكارثة الإنسانية التي يعانيها القطاع ازدادت سوءً عقب الهجمات الإسرائيلية التي شنتها "إسرائيل" بين (2008-2014). وبيَّن التقرير أنه ونتيجة للحصار المستمر منذ 11 عاماً (= 100 ألف ساعة)، ارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65%، فيما تجاوزت نسبة انعدام الأمن الغذائي 72% لدى الأسر، وبات 80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الدولية. وذكر أن نسبة البطالة شهدت ارتفاعاً غير مسبوق حيث بتجاوزات 43% مع نهاية عام 2016، وأوضح المرصد أنها نسـبة مرتفعة مقارنة بنحو 18.7% فـي الضفـة الغربيـة المحتلة. "شلل كامل للاقتصاد" وبيَّن الأورومتوسطي أن الحصار المفروض على القطاع تسبب في "شلل الاقتصاد الغزي بشكل كامل، حيث توقفت العديد من المشاريع الاقتصادية"، فيما فرضت "إسرائيل" قيوداً مشددة على حركة الأفراد والبضائع من وإلى القطاع. وأكد التقرير الحقوقي أن الاقتصاد في غزة دخل في حالة من الركود العام منذ بداية فرض الحصار والذي شمل إغلاق جميع معابر القطاع الاقتصادية بشكل تام، باستثناء معبر كرم أبو سالم والذي تجاوزت نسبة إغلاقه 36% خلال 2016. ولفت إلى التشديدات التي تفرضها سلطات الاحتلال على منح التصاريح للمرضى الراغبين في العلاج في الضفة والأراضي المحتلة، بلغت نسبة الموافقة عليها في الربع الأخير من العام 2016، 44% فقط. "الانهيار الكامل" من جهتها، قالت مديرة المرصد الأورومتوسطي في الأراضي الفلسطينية مها الحسيني إن: "السياسات الإسرائيلية تلقي بظلالٍ خطيرة على مصير الفلسطينيين في قطاع غزة ومستقبلهم لما لها من تأثيرات على واقع حياتهم، خاصة وأنه يُعدّ من أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان". وحذرت الحسيني من وصول القطاع "لحافة الانهيار الكامل"؛ نتيجة التصاعد الملحوظ في سوء الأوضاع الإنسانية، خاصة خلال العام الماضي 2016، مستنكرةً عجز دول العالم ومجلس الأمن عن إنهاء معاناة المدنيين المحاصرين، ووضع حد لانتهاكات "إسرائيل". يذكر أن 46% فقط من أموال المانحين (مليار و596 مليون دولار) وجهت إلى إعمار القطاع خلال العامين الماضيين، من إجمالي المبلغ المخصص لإعادة إعمار غزة البالغ 3 مليار و507 ملايين دولار. ولفت التقرير إلى أن هناك انخفاضاً في عـدد الصيادين المسجلين فـي القطـاع؛ مـن 10 آلاف إلـى 4 آلاف صياد فـي الفتـرة مـا بـين 2000-2016، في وقت يعتمـد نحـو 95% منهـم علـى المسـاعدات الدولية، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".