** تبدو بريطانيا -البلد الغربي- الأكثر تعاملاً، وربما تفهمًا للمشكلات، أو الظواهر التي تعاني منها المجتمعات العربية والإسلامية؛ لأسباب عدة، وبعد حوادث التفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة البريطانية في July 2005 نشط باحثون في البحث عن جذور المشكلة التي أضحت تهدد الأمن القومي في المجتمعات الغربية، وكانت من أهمها دراسة الباحثة Melanie phillips، والحاملة لعنوان مثير هو كيف أسست بريطانيا لدولة متطرّفة من الداخل؟ في إشارة للسماح -آنذاك- لشخصيات متشددة ومسيئة بداية للإسلام والجاليات المسلمة في الغرب أن تستغل الحرية الصحافية والإعلامية في هذا البلد الغربي لتسوِّق هذا النموذج المخيف، ليس في أشكاله، وصوره الظاهرة، ولكن فيما يبثه من الداخل لنزعات الحقد والكراهية. وتكشف الباحثة في المقدمة لكتابها الموسوم: Londonistan، أن الحكومة البريطانية بشقيها السياسي والأمني شجعت على فتح القنوات مع تيار الإخوان المسلمين، متوهمة أن هذا التيار هو المصل أو الترياق الذي يستطيع مواجهة التيار الأكثر تطرفًا والذي أضحى مصدرًا قويًّا للإرهاب بعد أحداث سبتمبر 2005، وهو تنظيم القاعدة، وقد اعتمدت الجهات البريطانية المسؤولة على إدانة وشجب فصيل من تيار الإخوان في بريطانيا للإرهاب، ولكن بعد مدة اكتشفت هذه الجهات المسؤولة أن تشجيع هذه الفصيل كان فاجعة حقيقية؛ لأنه كان موقفًا تكتيكيًّا أكثر منه موقفًا ثابتًا وحقيقيًّا، ومن المعلومات التي تكشف عنها هذه الدراسة هي أن هذا الفصيل الإخواني البريطاني تسلل إلى مواقع القرار في الحكومة تحت ذريعة ما يعرف باسم الهيئة الاستشارية ومهمتها أو دورها أن تعمل على تحديث أو عصرنة أفراد الجالية المسلمة هناك، ويبدو أن الموقف الأمريكي المتناغم مع تيار الإخوان هو -إن صح التعبير- وصفة إنجليزية لحلفائهم التقليديين في البيت الأبيض. وتكشف هذه الدراسة التي تقع في حوالى 344 صفحة عن الاتصالات السرية التي تقوم بها بعض هذه التيارات مع مراكز صنع القرار، مع أنها في الظاهر تطالب مريديها وأتباعها بكراهية هذا الغرب وتحريم التعامل معه. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain