أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن تنظيم الدولة الإسلاميةسعى لإخافة الغرب من اللاجئين والمسلمين، وقالت إنه نجح في ما أراد، لكن تشديد الإجراءات على اللاجئين قد يأتي بنتائج عكسية. فقد نشرت الصحيفة تحليلا كتبه آدم تيلور أشار فيه إلى أن الرئيس دونالد ترمب طالما أطلق وعودا بوضع قيود كبيرة على اللاجئين والقادمين إلى الولايات المتحدة من دول إسلامية، ويبدو أنه سيمضي في تطبيقها بعد أن تولى زمام الأمور في البلاد. وأضاف أن إدارة ترمب بصدد إعداد مشروع أمر تنفيذي الأسبوع الجاري يكون من شأنه منع إعادة توطين اللاجئين السوريين بالولايات المتحدة فورا وإلى أجل غير مسمى، وأن مشروع الأمر الذي تم تسريبه إلى جماعات ناشطة يمنع بشكل مؤقت توطين اللاجئين من جميع البلدان وكذلك تخفيض حجم قبول اللاجئين من مائة ألف إلى خمسين ألفا كل عام. وقال تيلور إن المشروع يشير إلى أنه سيتم حجب التأشيرات عن جميع القادمين من عدد من البلدان ذات الأغلبية الإسلامية -التي يرجح أن تشملالعراقوإيرانوليبياوالصومالوسورياواليمن- حتى تصدر الإجراءات الجديدة الخاصة بالتأشيرات، وحتى يتم تطبيق "التدقيق الشديد" الذي يريده ترمب. قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014 (رويترز) تنظيم الدولة وأضاف الكاتب أنه بينما يحتمل أن تلقى هذه الخطوات الموصوفة في مشروع الأمر التنفيذي شعبية لدى أنصار ترمب، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى انقسام الأميركيين بشأن موضوع اللاجئين، وإلى قلق واسع النطاق بشأن التهديد الذي يشكله إرهاب "التطرف الإسلامي". وقال أيضاإن تصريحات ترمب المتشددة بشأن اللاجئين ساعدته بالفوز بانتخابات الرئاسة إلى درجة كبيرة، لكن تلك التصريحات ذهبت إلى ما هو أبعد من المقترحات التي تتم مناقشتها الأسبوع الجاري. وأوضح أن ترمب كان يدعو إلى فرض حظر شامل على قدوم المسلمين، وهي سياسة ستكون فريدة من نوعها في العالم وربما غير دستورية من الأساس، لكن منع اللاجئين السوريين والمسلمين من دخول الولايات المتحدة قد يساعد في التقليل من خطر "الإرهاب". وأضاف تيلورأن الحكمة من وراء أي سياسات هجرة تستهدف المسلمين بشكل غير مباشر أو تسعى لمنع قدوم اللاجئين إلى الولايات المتحدة لا تزال غير واضحة حتى الآن. الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز) تدقيق شديد واستدرك الكاتب بالقول "لكن أكثر ما يزعج في هذه السياسات الموصوفة في مشروع الأمر التنفيذي هي أنها تخدم خطاب الجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الذي يسعى لشن هجمات ضد الغرب والولايات المتحدة". وقال: إن فرض المزيد من القيود على اللاجئين قد يكون سياسة غير فعالة قد تأتي بنتائج عكسية في المعركة ضد تنظيم الدولة، وإن المسلمين الذي يعيشون بالشرق الأوسط وأفريقيا هم أكثر عرضة لأن يصبحوا ضحايا للإرهاب من المسلمين الذي يعيشون في الغرب. وتساءل الكاتب "كم عدد اللاجئين السوريين الذين أعيد توطينهم بالولايات المتحدة وأدينوا بتهم تتعلق بالإرهاب منذ هجمات الـ 11 منسبتمبر/أيلول 2001؟" وقال إن الخارجية الأميركية تقول إن عددهم يساوي صفرا. وأضاف: لم تسجل أي حالة ضدهم منذ ذلك الحين، بينما أدين لاجئون من جنسيات أخرى لتورطهم بخطط أو أعمال إرهابية. وعودة إلى "التدقيق الشديد" الذي يريده ترمب والقيود الأمنية على اللاجئين السوريين، قال الكاتب: إنهم سيخضعون لعملية تدقيق طويلة تشمل المركز المعني بتحري الإرهاب التابع لـ مكتب التحقيقات الفدرالي، ووزارتيْ الخارجية الأمن الداخلي، والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب ووزارة الدفاع. وتحدث الكاتب بإسهاب عن الهجمات "الإرهابية" التي تعرضت لها أنحاء أوروبا، وقال: إن الأغلبية الساحقة من اللاجئين السوريين ليس لهم علاقة بهذه العمليات الإرهابية.