باريس - رمضان مسعد: ما حققه العنابي في مونديال فرنسا بوصوله إلى دور ربع النهائي قبل خروجه من منافسات البطولة على يد المنتخب السلوفيني بصعوبة وبفارق هدفين فقط يُعتبر إنجازاً كبيراً بكل المقاييس بعيداً عن الإنجاز التاريخي في مونديال الدوحة 2015، وحصوله على وصافة العالم كإنجاز سُجل باسم العنابي كونه المنتخب الوحيد من خارج أوروبا الذي تواجد على منصات التتويج للعبة منذ انطلاقة بطولة العالم في نسختها الأولى.. قد يكون تواجد العنابي من بين أفضل ثمانية فرق في العالم لا يُعد إنجازاً ومخيباً للآمال، لم يقيسوا ذلك على ما تحقق في مونديال الدوحة ولكن القريب من العنابي والمعايش لوضع المنتخب قبل البطولة ويتابع الاختلاف الكبير بين التحضيرات التي سبقت مونديال الدوحة والتي سبقت مونديال فرنسا مع الأخذ في الاعتبار فقدان المنتخب لأكثر من نصف لاعبيه الذين حصلوا معه على إنجاز مونديال الدوحة يعلم جيداً أن ما تحقق لم يتوقعه أحد وخالف كل التوقعات، ولم لا والعنابي قاتل بشراسة للرمق الأخير في مونديال فرنسا متسلحاً بجيل جديد من اللاعبين الشباب الذين أعلنوا من خلال ما قدموه وحققوه في مونديال فرنسا عن مولد جيل جديد قادر على حمل لواء اليد العنابية في المحافل الدولية المختلفة مستقبلاً.. وإذا نظرنا بواقعية إلى ما قدمه العنابي من مستويات ونتائج في مونديال فرنسا سنجد أنه إنجاز فاق كل التوقعات إذا علمنا أن هذه النسخة من البطولة شهدت سقوط كبار اللعبة فغادروا من الباب الصغير بعكس العنابي الذي ودّع مرفوع الرأس من الباب الكبير فنجد مثلاً أن الدنمارك حاملة ذهبية أولمبياد ريو 2016 خرجت من دور الستة عشر على يد المجر القوة الصاعدة في كرة اليد في مفاجأة من العيار الثقيل، كما شهد الدور ربع النهائي تساقط العديد من أقطاب اللعبة في أوروبا وهنا الإشارة إلى المنتخب الألماني الذي راح ضحية منتخبنا الوطني، وكذلك المنتخب الإسباني حامل لقب مونديال 2013 على يد المنتخب الكرواتي وأخيراً خروج السويد من نفس الدور بصعوبة على يد المنتخب الفرنسي، كما سبقت هذه الفرق منتخبات أخرى لها باع طويلة في عالم كرة اليد وعجزت حتى عن الوصول إلى الدور الثاني ومن هذا المنطلق يجب تقييم ما حققه العنابي في مونديال فرنسا بالصورة الصحيحة بعيداً عن المجاملات وسنجد أن كرة اليد القطرية تسير في الاتجاه والطريق الصحيح بفضل العمل الدؤوب من قبل القائمين على اللعبة سواء في إدارة اتحاد اليد الذهبي أو الجهاز الفني والإداري والمنتخب ويجب كذلك توجيه الشكر إلي نجوم العنابي الذين حاولوا حتى الرمق الأخير في مونديال فرنسا ولكن التوفيق تخلى عنهم أمام منتخب سلوفينيا ليكون خروجاً مشرّفاً وبصورة تؤكد أن هذا الجيل من اللاعبين مع بعض التدعيمات على مختلف أنواعها سيكون له مستقبل كبير يؤكد أن اليد القطرية رغم كل الظروف قادرة على مقارعة الكبار والتأكيد على أن اليد القطرية باتت قوة عظمى في اللعبة لا يُستهان بها أبداً، خاصة بعد أن تواجدت مع الثمانية الكبار في ثلاثة مواعيد عالمية على التوالي أولها كان في مونديال الدوحة ومفاجأة العالم والحصول على الوصافة ومن ثم التواجد مع الثمانية الكبار في أولمبياد ريو، وأخيراً في مونديال فرنسا وهذا يؤكد للجميع أن المنتخب القطري بات يُحسب له ألف حساب من منتخبات العالم ولم يأت ذلك صدفة، وإنما نتيجة للعمل الكبير والتخطيط المتواصل من القائمين على اللعبة في ظل دعم كبير ومتواصل من قبل المسؤولين عن الرياضة القطرية.