ما إن طرحت وزارة الإسكان برنامجها (إسكان) إلا و سابقنا الناس إليه ؛ و سارعنا إلى تحميل تطبيقه ؛ و تناقلنا أخباره ؛ سألنا عن طريقته ؛ وكيف تعبئة نماذجه . لا ألوم نفسي و لا ألوم غيري !! فالقضية أرض و قرض و مسكن . فهناك حاجة , و وعد , ومكسب وهدف . عندنا حاجة للمسكن . و الوزارة وعدت بتنفيذ ذلك . و هناك مكسب و هدف . وبعد ذلك كله لا تدري هل ستكون ممن تشمله الشروط , و لا تدري هل سينفذ المشروع , و لو نفذ لا تدري هل سيمضي بك العمر حتى تدرك ذلك الوقت أم سيتوقف القلب عن النبض ؟؟!! لكن أُخي .. ما رأيك لو طرحت عليك مشروعا نحن في أمس الحاجة إليه وهناك وعد بتنفيذه , بل و سينفذ ! ( و من أصدق من الله حديثا) (ومن أصدق من الله قيلا ) .. أعقلت ما أريد أن أصل إليه ؟؟ إنها (مساكن) الجنة !! . فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قلنا:يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟ قاللبنة من ذهب , ولبنة من فضة , ملاطها المسك الأذفر , و حصباؤها الياقوت و الجوهر , و ترابها الزعفران , من يدخلها ينعم ولا ييأس , و يخلد ولا يموت , لا تبلى ثيابه , و لا يفنى شبابه ) إنها (الجنة) التي فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر . أُخي ... إن أردنا ذلك (المسكن الطيب) فدونك شروطا ؛ لنعاهد أنفسنا على فعلها فما من ثمن إلا وله مثمن . ليكن دعاؤنا دعاء امرأة فرعون ( إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ). واتل قوله سبحانهيأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم*تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل بأموالكم و أنفسكم ذلكم خيرلكم إن كنتم تعلمون*يغفرلكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ) و الجزاء من جنس العمل فـ(من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) وأما حمدك و استرجاعك – أيها العبد – عند فقدك للولد فقد قال الله لملائكته (ماذا قال عبدي-أي عند فقده ولده - قالوا : حمدك و استرجعك ؛قال ابنوا لعبدي بيتا في الجنة و سموه بيت الحمد). و (من سد فرجة –بين المصلين – بنى الله له بيتا في الجنة و رفعها بها درجة ) و في حديث عائشة رضي الله عنها من ثابر على ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة ) و ضمن لك - الذي لا ينطق عن الهوى - فقال أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء - الجدال – ولو كان محقا , و ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا , و ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) و هذا غيض من فيض ففضل الله واسع و خيره عميم (و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) قال ابن القيم- رحمه الله – ( فيا عجبا من بضاعة معك الله مشتريها و ثمنها جنة المأوى و السفير الذي جرى على يديه عقد التبايع و ضمن الثمن عن المشتري هو الرسول صلى الله عليه وسلم و قد بعتها بغاية الهوان !!) # وقفة : قال- تبارك و تعالى - : ( و ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسن الله إليك ....) بقلم/ أسامة بن زيد بن سليمان الدريهم