يعتبر سرطان البروستاتا من أكثر أنواع أمراض السرطان شيوعاً، والذي يصاب به في الولايات المتحدة وحدها - وفقاً لما ذكرته الجمعية الأمريكية لمرض السرطان- رجل واحد من بين كل 6. يجد ذلك المرض الاهتمام من العلماء لإيجاد طريقة علاجية تجنب الاستئصال وتقي المريض الآثار الجانبية للعلاجات المستخدمة حالياً، ومن تلك المجهودات ما اكتشفه باحثون من معهد سكريبس للأبحاث بفلوريدا طريقة جديدة تمكن من السيطرة على المقاومة التي تقوم بها الخلايا السرطانية في حالة سرطان البروستاتا، حيث ركز الباحثون من خلال تلك الدراسة التي قاموا بها والمنشورة بمجلة الخلية الجزيئية على دور دوائر الإشارات لخلايا سرطان البروستاتا في جعل الخلية مقاومة للعلاج، ويقولون إن استهداف تلك الدوائر يمنع تطور المرض، والطريقة العلاجية الأفضل حالياً هي تجريد الخلايا السرطانية من المغذيات مثل هرمون التستستيرون، ولكن من المؤسف أن المريض تتطور لديه مقاومة بعد ذلك للعلاج. توصل الباحثون من خلال الدراسة الحديثة إلى أن دوائر الإشارات النشطة بصورة دائمة يمكن أن تحث الخلايا على النمو في شكل ورم وتشكيل مقاومة للعلاج في حالة تطور المرض ولا تحتاج مسارات تلك الإشارات إلى رابطة لتنشيطها، بل تنشط ذاتياً، وتتكون دوائر الإشارات من مجموعات من البروتين وبعض الجزيئات الأخرى وتتحكم في التعبير الجيني للبروتينات التي تقود تحويل المعلومات الجينية من الحمض النووي إلى الحمض النووي الريبي، ما يحفز مقاومة تلك الخلايا للعلاج ويرى الباحثون أن النشاط الذاتي للدوائر واستقلاليته يفتح أمام علاجات فعالة تلعب تلك البروتينات دوراً مهماً في تطور المرض، ويتم تثبيطها بواسطة العلاج المستخدم، ولكنه يتسبب في آثار جانبية تتعلق بالجانب المناعي، ويقول العلماء إن استهداف المكونات الأخرى غير تلك البروتينات بتلك الدوائر يمكن أن يقوم بالعلاج من دون التأثير في الخلايا المناعية.