الدمام إبراهيم جبر تحاول الروائية السعودية عائشة الدوسري من خلال عملها الثاني «ماسحو الأحذية» التغلغل في قراءة المجتمع السعودي بعيون لبنانية، حيث وضعت نظارة السرد الروائي على عيني شخصية لبنانية قدمت للسعودية من أجل العمل، ما جعل الرواية الصادرة عن دار الكفاح للنشر والتوزيع ترصد بعين الحكاية ما يراه الآخر المختلف في المجتمع المحافظ. ورفضت الروائية الدوسري الحاصلة على بكالوريس الآداب في اللغة الإنجليزية من جامعة الدمام عام 2004م، مقولة: إن الشباب السعودي لا يقرأ، مستدلة في نقض ذلك بالإقبال الكبير والازدحام الذي يشهده المعرض الدولي للكتاب في الرياض كل عام، حيث يرتاده شريحة كبيرة من الشباب والشابات السعوديات. وقالت الدوسري لـ «الشرق» إن الكتابة بالنسبة لها رسالة وحلم، مشيرة إلى أنها تمارس الكتابة منذ كانت في المرحلة الدراسية الابتدائية، فيما كتبت روايتها الأولى «موعد مهم جداً» وهي على مقاعد الدراسة، لكنها لم تنشرها إلا بعد تخرجها بسنوات، وطبعتها ثلاث طبعات، كانت أولاها في 2008م، والثانية في 2009م، والثالثة في 2011م. واستطاعت الدوسري من خلال عنوان روايتها الثانية «ماسحو الأحذية»، التي وقَّعتها أخيراً في معرض الكتاب الدولي بالرياض، لفت أنظار القراء وجذب اهتمامهم، فعنوان الرواية منذ الوهلة الأولى يثير الانتباه ويطرح داخل القارئ سؤالاً يبحث عن إجابة: ما حكاية «ماسحو الأحذية»؟ ولماذا اختارت الكاتبة أن يكون بطل الرواية من بيئة مختلفة؟ وبيَّنت الدوسري أن كثيراً من الروايات تناولت الطبقة الغنية والطبقة الوسطى، مشيرة إلى أنها اختارت الحديث عن الطبقة الكادحة والمتواضعة في المجتمع، وهم ماسحو الأحذية، وقالت «هؤلاء البسطاء من الناس لديهم طموح وأحلام، هل تتحقق أحلامهم أم لا، هذا هو السؤال». ورداً على سؤال «الشرق» عن كاتبها المفضل، قالت «ليس لدي كاتب مفضل، قد أقرأ لكاتب مبتدئ وأستفيد منه، قرأت كثيراً من الروايات المحلية والعربية، وبالنسبة للأدب الغربي أعجبتني روايات إميل زولا، واُفتُتِنْت بروايات دان براون».