تواصل- خالد العبدالله: حذّر أستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف الدين عبدالفتاح، من قدوم نموذج أكثر تطرفاً وأشد تغولاً في الدماء من تنظيم داعش. جاء ذلك خلال لقاء تلفزيوني أجراه معه الإعلامي عبد العزيز قاسم في برنامجه الأسبوعي ملفات خليجية والذي يعرض على قناة فور شباب الفضائية. وتمحورت الحلقة حول داعش ومفهوم الخلافة، دار فيها الكثير من المناقشات وطرحت فيها العديد من التساؤلات حول سبب انضمام الشباب لمثل هذه التنظيمات، حيث أشار الدكتور عبد الفتاح أن داعش تستثير الشباب ببث أشجان وأشواق الخلافة، بينما ممارساتها مغايرة، وهي ترتكب الكثير من الفظائع وشوهت مفهوم الخلافة. وأضاف عبدالفتاح: أن الخلافة الراشدة عبارة عن نظام رشيد، ولها طبعات مختلفة عبر التاريخ وهناك من يحاول استغلال مفاهيم البيعة والخلافة لإضفاء طابع قيمي وشرعي على شيء لا يتمتع به. وأكد بأن الخلافة بحد ذاتها ليست قصداً إنما القصد تحقيق قيم المساواة وإقامة العدل وتحقيق مصالح الناس وبأن غياب مشروع حقيقي للأمة هو سبب وراء انضمام الشباب لمثل هذه المنظمات. كما أشار الدكتور عبد الفتاح إلى نظرية المؤامرة وبأنها حقيقة لا فرار منها، وتساءل ماذا أعددنا لمواجهتها، لاسيما أن الغرب: يتآمر علينا خشية أن نكون قوة مؤثرة مستقبلا، وثمت سعي حثيث لتقسيمنا إلى دويلات، ودعا إلى التعامل مع الواقع العالمي بالقوة من أجل المحافظة على الحقوق. وبشيء من الأسى أشار عبد الفتاح إلى أن الأمة الإسلامية تنقاد بسهولة وذلك بسبب : ضعفنا البادي وعدم القدرة على المواجهة. كما استضاف القاسم خلال الحلقة أستاذ مقاصد الشريعة الدكتور وصفي عاشور أبو زيد، الذي أكد بدوره أن القهر والظلم ومشاهد الدمار أدت إلى لجوء الشباب لتنظيمات مثل داعش، مضيفاً بالقول: هناك أشواق نفسية ونموذج قديم يستصحبه الشباب ويرون في داعش بديلا له، كما طالب بوجود قوة ترهب أعداء الأمة، وضرب مثلاً على مجلس التعاون الخليجي كصورة رائعة من صور الوحدة. وأشار أبوزيد إلى ضرورة المزيد من البحث والكتابة والتأصيل في السياسة الشرعية فالواقع متغيّر ومتلّون، مضيفاً:من رحمة الشريعة بِنَا أنها لم تفصّل في أحكام السياسة الشرعية، فقط وضعت قواعد كلية. وبشأن الجنوح إلى النصوص الشرعية وأحداث آخر الزمان من ظهور المهدي والمسيح الدجال وقتال عيسى عليه معه، يرى الدكتور أبو زيد أن هذا هروباً وتملصاً من الواقع المرير. كما حث أبو زيد المسلمين على الإيجابية والعمل بقوله إن الإسلام كله إيجابية، علينا أن نعمل ونتعايش مع الواقع حتى نكيفه لصالحنا، فالرسول صَل الله عليه وسلم قال (من قامت الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها). وأكد أن عمر الأمم بالقرون لا بالسنوات، ويجب أن نتعلم ممن قبلنا حتى ننهض ونعود لماضينا.