×
محافظة المنطقة الشرقية

"النقل" ترصد أكثر من 1400 مخالفة بالحدود الشمالية

صورة الخبر

ما أنجزه معلم ثانوية «العدوين» بفيفاء «عبدالله حسين الفيفي» من ابتكار لجهاز جديد -يعمل بواسطة البصمة- يوفر الجهد والوقت على المعلمين في تنفيذ الأعمال المكتبية داخل المدرسة، ليتفرغوا للقيام بدورهم التربوي والتعليم، أمر في غاية الأهمية -إن صح الخبر- ويستحق تسليط الضوء على المعلم المبدع «الفيفي» والمبدعين أمثاله الغارقين في العمل الروتيني. فالمعلم «الفيفي» -الذي أنا على يقين أن هناك مثله في مدارس مناطق المملكة- حين تتبع عمله اليوم أو ما عليه إنجازه، فهو كباقي المعلمين، لديه متوسط حصص أسبوعية لا تقل عن «20» حصة غير تغطية حصص أخرى، أي جل عمله غارق في تدريس المناهج المقررة، وما أنجزه كان خارج وقت العمل، لهذا أكد «الفيفي» أن الجهاز قابل للتطوير وإضافة خدمات جديدة مستقبلا تصب في مصلحة تطوير العملية التربوية والتعليمية وخدمة المعلم والطالب. بمعنى أن «الفيفي» لم يجد الوقت الكافي للعمل باتجاهين «تحضير وتدريس والحصص» وابتكار الجهاز، وهذا ما جعل المنجز لم يكتمل، لأن الإنسان لا يستطيع العمل أكثر من 7 ساعات يوميا. وهذا ما يجعلني أسأل: ما الذي كان سينجزه هذا المبدع، لو تم تفريغه لتطوير هذا الجهاز وابتكار أجهزة أخرى طالما لديه هذه الموهبة، بدل أن تغرقه إدارة التعليم بعمل روتيني؟ إن واحدة من أهم أزمات التعليم لدينا، أنه لا يوجد آلية أو «حافز» يحرض المعلمين على الابتكار والاختراع، ورغم هذا ثمة معلمون مبدعون يحركهم «دافع داخلي محض»، فيبتكرون ويخترعون، لكن الحاجز الذي يصطدمون به، عدم تفريغهم لينجزوا ويبدعوا ويخترعوا. كذلك آلية الترقية أو «اللوائح الداخلية» التي يستند عليها للوصول للمناصب، فهي تعتمد على الشهادات العليا «الدكتوراه» وليس ما ينجزه ويبدعه ويخترعه المعلم/الموظف، بمعنى أن كل ما تحتاجه للوصول لمنصب أعلى الحصول على شهادة دكتوراه، وإن كان بحثك في «شعر المتنبي»، فتصبح مرشحا لمنصب مدير إدارة التعليم وإن لم تبتكر أو تخترع ما يحل أي مشكلة. وهذه الآلية هي التي جعلتنا نسمع عن شهادات غير معترف بها أو مزورة بحثا عن منصب، فهل يعاد النظر في كل هذا؟ فالمبدعون موجودون في كل مجتمع، الفارق بين مجتمع وآخر هناك من يبحث عنهم ويفرغهم ويكافئهم، وهناك من يتجاهلهم فتموت الموهبة دون أن يستفيد منها المجتمع.