تمكنت وحدات من الجيش السوري، الجمعة 20 يناير/كانون الثاني، من استعادة السيطرة على مفرق القريتين الاستراتيجي بريف حمص الشرقي، بعد أن كبدت "داعش" خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وأفادت وكالة "سانا" السورية الرسمية للأنباء، نقلا عن مصدر عسكري، بأن وحدات من الجيش نفذت، بالتعاون مع القوات الحليفة، صباح الجمعة، عمليات مركزة على تجمعات وتحصينات لمسلحي تنظيم "داعش" في ريف حمص الشرقي، موضحة أنها استعادت من خلالها السيطرة على مفرق القريتين الذي يبعد بنحو 25 كيلومترا من شمال شرق المدينة. وبين المصدر، حسب الوكالة، أن العمليات أسفرت عن القضاء على العشرات من مسلحي التنظيم، وكذلك تدمير عدة عربات، بعضها مدرعة ومزودة برشاشات. ويأتي هذا التطور على خلفية توسيع الجيش السوري، بالتعاون مع القوات الرديفة، الخميس، مناطق سيطرتها جنوب وغرب مطار التيفور بريف حمص الشرقي. وتمكنت القوات الحكومية، حسب "سانا"، من بسط سيطرتها على عدد من التلال والنقاط الحاكمة على طريق الفوسفات، كما قضت على العشرات من مسلحي "داعش" ودمرت كميات كبيرة من عتادهم وأسلحتهم. ويشهد ريف مدينة حمص الشرقي الجنوبي اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري مسلحي تنظيم "داعش"، وسط عمليات قصف جوي ومدفعي. وتتواصل المعارك بين عناصر من التنظيم، ووحدات من الجيش السوري، في المسافات الممتدة إلى منطقة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، ومحيط مطار التيفور بريف حمص الشرقي، وسط قصف جوي وصاروخي ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وتأتي هذه المعارك العنيفة إثر هجوم عنيف يشنه تنظيم "داعش"، منذ أواسط شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، في محاولة للتقدم نحو مطار التيفور العسكري الاستراتيجي، حيث يستهدفه عناصر تنظيم "داعش" بقصف عنيف ومكثف بالقذائف والصواريخ. وتمكن التنظيم في عملية هجومية شارك فيها حوالي 4 آلاف مسلح وشكلت مفاجئة كبيرة بالنسبة للجيش السوري، من بسط سيطرته على مدينة تدمر الأثرية، وذلك بعد أن حررتها القوات الحكومية بالتعاون مع القوات الروسية، في 25 مارس/آذار من العام الماضي. وفي 18 يناير/كانون الثاني، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن عمليات التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، التي يجري تنفيذها في مدينة الموصل العراقية وريفها، اقتصرت، بشكل ملموس، على تحويل قوات كبيرة من التنظيم إلى شرق سوريا. وأشارت الوزارة، على لسان رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، إلى أن "داعش" ينقل، من دون أي عراقيل، أسلحة ومتفجرات ومقاتلين باتجاه كل من تدمر ودير الزور وكذلك مدينة الباب الواقعة قرب الحدود مع تركيا. وأضاف الفريق الروسي، في تطرقه إلى تدمر: "تلقينا معلومات أكدتها عدة مصادر وتدل على أن إرهابيي داعش نفذوا عملية نقل كميات كبيرة من المتفجرات إلى محيط تدمر بغرض تدمير الآثار التاريخية العالمية الواقعة في المدينة". وشدد رودسكوي على أن القوات السورية الحكومية تشن حاليا، مدعومة من القوات الجوية الفضائية الروسية، "عمليات هجومية ضد مسلحي داعش". المصدر: سانا رفعت سليمان