عاد شيخ أندية الأحساء ليزين دوري (جميل) بعد موسم قضاه في ربوع (ركاء) بادارة شابة ومدرب شاب ولاعبين شباب كانوا على قدرٍ عالٍ من المسؤولية وحققوا ما كان يبدو في حكم المستحيل قبل بداية ركاء وكان رد الادارة واللاعبين قاسياً على كل من حاول تكسير مجاديف هذا الفريق الشاب. قدم «الشيخ» الهجراوي للجميع درساً مفيداً في الإصرار والإخلاص واللعب بحماس في جميع مبارياته، وحقق الصعود قبل النهاية بجولتين، رغم افتقاد معظم لاعبيه لخبرة اللعب تحت ضغط «ركاء» الطويل والصعب والمتقلب النتائج والمليء بالتنقل في جميع أرجاء المملكة، وأثبت شبابه أنهم رجال «وقدها وقدود» شخصياً لم أكن أطلب من فريق هجر هذا العام غير الثبات وعدم الاهتزاز والبقاء بالقرب من فرق المقدمة حتى لا ينزلق في صراع الهبوط لحداثة تجربة لاعبيه وطبيعة دوري ركاء الذي لا يمكن التنبؤ بنتائجه، فقد تجد فريقك في المنافسة وبعد عدة جولات ينافس على الهبوط، وكنت قد وضعت فرق الوحدة والرياض والطائي والقادسية والخليج كمنافسين على الصعود واستبعدت هجر تماماً ولكن الأيام أتت بالأخبار السعيدة. يبدو أن المقعد الثاني شبه محسوم للخليج بقيادة الكابتن المبدع سمير هلال والذي يقدم مع كتيبته مستوى مميزاً وتبقى له نقطتان فقط من آخر جولتين ولا أظن أنه سيفرط فيهما، بينما يقف الوحدة من بعيد ممنياً النفس بخسارة الخليج في آخر جولتين وفوزه فيهما ليحضى بالصعود أوخسارة وتعادل للخليج ليتم الاحتكام للقاء فاصل، وأعتقد أن حدوث ذلك سيكون أشبه بالمعجزة التي يحلم بها كل محب للشعار الأحمر، ولكن بهدوء وواقعية الوحدة لم يفز في آخر سبع مباريات في ركاء وهذا بحد ذاته كافياً ليبرهن أن الوحدة لا يستحق الصعود. صراع الهبوط سيكون حامي الوطيس، فبعد تأكد هبوط الكوكب يتعين على الأنصار وأحد وحطين الاستماتة للتشبث بالمقعد المتبقي للبقاء ضمن أندية ركاء وعدم الهبوط لدوري المظاليم والذي ستكون العودة منه صعبة جداً وفي الجولتين الأخيرتين يتوجب على الفرق الثلاثة استجماع قواها واللعب بكل قوة لتحاشي السقوط. في لقاء هجر بالجيل والذي أعلن من خلاله تأهل هجر لـ(جميل) جلس أعداء النجاح في الدرجة الثانية وكانت لهجة الشماتة سائدة على ألسنتهم بالذات بعد انتهاء الشوط الأول بتأخر هجر، ولكن ألسنتهم عجزت عن الكلام بعد أن قلب نجوم هجر النتيجة ولم يجدوا بداً من التواري عن الأنظار والذهاب لبيوتهم ومسح تغريداتهم التهكمية متناسين أن جمهور هجر الوفي والذي يشجع الكيان لا الأشخاص قد قام بتصوير تلك التغريدات والتي تثبت أنهم كانوا يتمنون خسارة شيخ الأحساء وتثبت أنهم لا يمثلون هجر على الاطلاق. مقالة للكاتب خليفة الملحم عن جريدة اليوم