×
محافظة المنطقة الشرقية

وساطة أمير تنهي مساجلات الدريس والسديري

صورة الخبر

فيصل عابدون كشفت رئيسة الوزراء البريطانية ملامح رئيسية لقواعد التفاوض التي تعتزم اعتمادها مع الاتحاد الأوروبي لإكمال عملية الانفصال، وقالت إن بلادها ستغادر السوق الأوروبية المشتركة ونظامها الجمركي، لكنها ستسعى لأكبر دخول إليه عبر اتفاق تجارة حرة جديد شامل وجريء وطموح، وتتمكن من صياغة قوانينها التجارية مع الدول الأخرى باستقلالية وتتحكم في أعداد المهاجرين إليها من دول الاتحاد، وتعهدت بطرح الاتفاق في صياغته النهائية على البرلمان للموافقة عليه أو رفضه. وفي محاولتها تهدئة المخاوف الداخلية والأوروبية، قالت ماي إن الخروج البريطاني لا يهدف لإيذاء أوروبا، وقالت إنها تعمل على عملية تدريجية لا توقع هزات عنيفة في مستقبل علاقات الطرفين، فيما حذرت من إجراءات انتقامية أوروبية على بريطانيا. لكن طريق الخروج يبدو أكثر صعوبة من الصورة التي ترسمها رئيسة الوزراء، فموافقة البرلمان أو رفضه لا تغير حقيقة أن مغادرة بريطانيا النادي الأوروبي أصبحت أمراً واقعاً لا يمكن التراجع عنه. كما أن المواقف العدائية التي أظهرها معارضو الانفصال قد تقود إلى رفض البرلمان خطة الحكومة وإجبارها بالتالي على العكوف على صياغة اتفاق جديد يحظى بقبول النواب، وهو احتمال بالغ الخطورة ويزيد من تعقيد الموقف من زاوية أن مهلة العامين الممنوحة للبريطانيين للتفاوض على خروجهم، تبدأ فور تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، وتعهدت ماي تفعيل المادة في مارس/آذار المقبل. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق داخلي بين البريطانيين في هذا الإطار الزمني فإن بلادهم تخاطر بالخروج من الاتحاد من دون التوصل إلى اتفاق. كما أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن خروجاً منظماً تحكمه الاتفاقات هو الشرط الأساسي لعلاقات تعاون مستقبلي مع بريطانيا. والعقدة الأخرى الأشد تعقيداً في طريق الطلاق البريطاني، هي موقف إسكتلندا المتحفزة للمعارضة والرفض والتي صوتت للبقاء داخل المظلة الأوروبية والمهددة بانفصال مضاد عن بريطانيا إذا مضت عملية الطلاق على غير هواها. وشنت رئيسة الوزراء نيكولا ستيرجن هجوماً لاذعاً على ملامح خطة ماي واعتبرتها كارثة اقتصادية وتعزز توجهات الإسكتلنديين للانفصال عن بريطانيا. وقالت في لهجة تهديد بأنه لا يمكن السماح للحكومة البريطانية بإخراجنا من الاتحاد الأوروبي ومن السوق الموحدة بصرف النظر عن آثار ذلك على اقتصادنا وفرص العمل ومستويات المعيشة وعلى سمعتنا كدولة منفتحة متسامحة دون أن يكون لدى إسكتلندا القدرة على الاختيار بين ذلك ومستقبل مختلف. إن فوز خيار الانفصال عن الاتحاد الأوروبي كان مفاجئاً ولم يتخيله أحد أو يتوقعه أحد أو حتى يستعد له. لكنه أصبح المأزق الذي تصارع بريطانيا للخروج منه. Shiraz982003@yahoo.com