قبل أيام انتهت فعاليات منتدى جدة الاقتصادي الذي يعد واحداً من أهم المنتديات الاقتصادية حول العالم، بل ان أكثر التصنيفات تضعه مباشرة في المرتبة الثانية بعد منتدى دافوس الشهير. ورغم التعاقد مع شركات عالمية لتنفيذ المنتدى إلا أن شباب الوطن هم من يقف وراء نجاحه منذ تأسيسه في العام 2000. حناء ميمني مديرة مركز منتدى جدة الاقتصادي وعدد من الفتيات السعوديات المتميزات في الغرفة التجارية الصناعية بجدة يعملن على مدار الساعة للتواصل مع مئات المسؤولين ورجال وسيدات الأعمال والباحثين الاقتصاديين حول العالم من أجل دعوتهم للمشاركة في المنتدى، ويشرفن على أدق التفاصيل المتعلقة بأبحاثهم وأوراق أعمالهم، وحجوزاتهم انطلاقاً من بلدانهم وحتى عودتهم إليها. ومع هذا الفريق المتميز نحو 500 متطوع من الشباب والفتيات يعملون جنبا إلى جنب في العلن والكواليس بكل احترام وتقدير في صورة تعكس ثقافة ورقي أبناء مملكتنا الغالية. لم تسجل خلال أيام المنتدى الثلاثة أي حالة واحدة تسيء إلى هذه الصورة الرائعة، وكنت شاهداً على ذلك بنفسي من خلال تقديمي للحفل الافتتاحي، وبقية الجلسات النقاشية التي شهدت حضوراً لافتاً من الجنسين. كل ذلك يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن أبناء الوطن بما ورثوه من ثقافة وحضارة، وبما غرس فيهم من علم ودين قادرون على المشاركة في بناء المستقبل على الرغم مما يمارسه البعض من تعقيد أو تقييد يزرع فيهم الشك والخوف من الآخر. لا يمكن للوطن أن ينهض دون شبابه، ولا يمكن للشباب أن يتميز ويبدع دون أن يمنح الفرصة الكاملة لفعل ذلك. فرصة لا تنظر بعين واحدة بل بعينين لا تفرق بين رجل وامرأة، بكل مساواة وعدل في الحقوق والواجبات، بما لا يتعارض مع الرسالة الحقيقية لديننا الحنيف والأخلاق العالية في التعامل مع الآخر التي ورثناها جيلاً بعد جيل.