يدرك المنتخب الغابوني لكرة القدم أن صراع التأهل من مجموعته إلى دور الثمانية في بطولة كأس الأمم الأفريقية الـ31 سيستمر إلى الثانية الأخيرة من مباراتي الجولة الثالثة بعد سقوطه في فخ التعادل مع غينيا بيساو في المباراة الافتتاحية للبطولة، ولكن المنتخب الجابوني الفهود، الذي تستضيف بلاده هذه النسخة من البطولة، يعي تماماً أن أي نتيجة سوى الفوز على منتخب بوركينا فاسو ستضع فرص أصحاب الأرض في مهب الريح. والأكثر من هذا، ربما يخرج المنتخب الغابوني صفر اليدين بشكل كبير من المنافسة على التأهل للدور الثاني بالبطولة إذا خسر في مباراته أمام البوركيني الملقب بـالخيول خصوصاً وأن المباراة الأخيرة للفريق في المجموعة أمام أسود الكاميرون ستكون مواجهة محفوفة بالمخاطر لاسيما وأن الأخير سقط في فخ التعادل 1 -1 مع بوركينا فاسو في المباراة الأولى. ولهذا، يخوض المنتخب الغابوني مباراة اليوم بشعار أكون أو لا أكون ويدرك أنه لا مجال للتفريط في أي نقطة إذا أراد العبور للدور الثاني، للمرة الثانية فقط في تاريخ مشاركاته بالبطولة، ولكن مهمته لن تكون سهلة على الاطلاق بعد المستوى الذي ظهر عليه في مباراته أمام الكاميرون والذي أكد بما لا يدع مجالا للشك أن الفريق سينافس بقوة على إحدى بطاقتي العبور للدور الثاني وهو ما يضاعف من صعوبة المهمة على أصحاب الأرض. ومن المؤكد أن كاماتشو تعرف الآن على مستوى لاعبيه بشكل كبير بعدما حرمته الظروف من التعرف عليهم بشكل أفضل في المباريات الرسمية إذ تولى مسؤولية تدريب الفريق قبل بداية البطولة بنحو ستة أسابيع فحسب. والمشكلة الأساسية التي يحتاج كاماتشو إلى التعامل معها ستكون الضغوط الواقعة على اللاعبين بعد التعادل في المباراة الافتتاحية وإخراجهم من دوامة الإحباط التي سيطرت عليهم بعد الهدف القاتل لغينيا بيساو، ويستطيع لاعبو الغابوني نفض غبار الاحباط عنهم من خلال هز الشباك باكراً وهي المهمة التي تقع بشكل كبير على كاهل أوباميانج وزميله ماليك إيفونا نجم الأهلي المصري سابقا والمحترف بالدوري الصيني حاليا. وفي المقابل، يتطلع المنتخب البوركيني إلى النقاط الثلاث ويرى لاعبوه أن الفوز على الغابون في عقر داره لن يكون مفاجأة ولن يكون مهمة صعبة إذا نجح الفريق في التخلص من الضغوط التي تشكلها جماهيره على المنافسين. ويتمتع بخبرة أكبر كثيرا من منتخب غينيا بيساو وهو ما يعطيه الأمل والحافز لتحقيق الفوز على الغابون في عقر داره لاسيما وأن مباراتي الدور الأول أظهرت تألق العديد من لاعبي بوركينا فاسو فيما يعتمد المنتخب الغابوني على عدد محدود للغاية من مفاتيح اللعب وفي مقدمتها أوباميانج. الجدير ذكره أن الفريقين التقيا في الدور الأول للنسخة الماضية من البطولة وانتهت المباراة لصالح الجابون 2 - صفر وهو ما يدعم معنويات أصحاب الأرض لكنه يمنح حافزاً إضافياً إلى الخيول للبحث عن الثأر. فرصة الأربعة متساوية بالطبع، لم يكن المنتخب الكاميروني لكرة القدم يتوقع أن يصبح بحاجة للحذر في مباراته أمام غينيا بيساو اليوم، ولكن ذلك سيكون السلاح الرئيسي الذي يحتاجه أسود الكاميرون في مباراته المرتقبة في المجموعة الأولى بالبطولة. وانتهت مباراتا الجولة الأولى بهذه المجموعة بتعادل الكاميرون مع بوركينا فاسو والجابون مع غينيا بيساو بنتيجة واحدة 1 - 1 مما يعني أن فرص المنتخبات الأربعة ما زالت متساوية حتى وإن كان من الناحية النظرية. وسيكون منتخب الكاميرون مطالباً بتوخي الحذر الشديد أمام غينيا بيساو الذي يخوض فعاليات البطولة الأفريقية للمرة الأولى في التاريخ. ويضاعف من حاجة الكاميرون للحذر أن منافسه ليس لديه ما يخسره وإنما سيكون لديه العديد من المكاسب إذا خرج بأي نتيجة إيجابية من مباراة اليوم أمام المنتخب الكاميروني الفائز بلقب البطولة أربع مرات سابقة. وعلى الرغم من غياب العديد من النجوم الأساسيين عن صفوف المنتخب الكاميروني وفي مقدمتهم جويل ماتيب الذي فضل مثل غيره البقاء مع ناديه ليفربول الإنجليزي في هذا التوقيت من الموسم، يظل (الأسود غير المروضة) هو المرشح الأقوى للفوز، ويدرك أن أي نتيجة سوى الفوز المقنع والكبير على غينيا الاستوائية سيكون بمثابة لطمة قوية للفريق وقد يبدد آماله بشكل كبير في العبور إلى الدور الثاني. وتمثل المباراة بروفة جادة للأسود قبل مواجهة أصحاب الأرض كما تمثل اختباراً جيداً للفريق ومدى قدرته على الدخول في دائرة المنافسة على اللقب الأفريقي الذي أحرزه لآخر مرة في 2002. وفيما سيبحث الكاميرون عن النقاط الثلاث ربما يصبح التعادل مع الأسود مكسباً كبيراً بالنسبة لمنتخب غينيا بيساو بقيادة مديره الفني باسيرو كاندي ويتطلع إلى تفجير مفاجأة تفوق المفاجأة التي حققها في المباراة الافتتاحية لاسيما وأن نقطة التعادل مع أصحاب الأرض منحت الفريق ثقة كبيرة.