كلها أحلام لم تكتمل في حكاية يريد عمرو بركات النجم الذي تألق مع مصر للمقاصة ويقترب من الأهلي أن يبدلها هذا الموسم بإضافة فصل ناجح قد يعوضه عن كل ما فات. رغبته في عدم إهدار المزيد من الوقت ليضيف هذا الفصل تجلت في قذيفة أطلقها بعد مرور 3 دقائق من مشاركته أساسيا لأول مرة في الموسم الماضي، ليسجل في المقاولون العرب. ربما أراد أن يكافئ مدربه المجتهد الذي لم يتهرب من مسؤولية البحث عن بديل بعد رحيل أبرز نجمين عن فريقه أحمد الشيخ ووائل فراج، فنجح وتصدر الدوري وألحق بالأهلي أول خسارة في طريقه. قبل هذا الفوز على المقاولون كان بركات حاسما أيضا رغم مشاركته كبديل في 3 مباريات، فسجل وصنع واستغله إيهاب جلال في الحفاظ على تقدمه على الأهلي بمراوغات تهدر الدقائق الأخيرة. لكن بداية هذه القصة كانت قبل 20 سنة، ولم تكن مع مصر للمقاصة. الأهلي والزمالك هذه الحكاية ربما تتكرر في كل موسم، اللاعب الذي يلفت الأنظار مع فريق غير الأهلي أو الزمالك، ثم يبدأ الربط بيه وبين الانتقال لأحد قطبي الكرة المصرية لتتفاجئ في النهاية بأنه كان لاعبا أصلا ضمن فرق الناشئين في ناد منهما. لكن المختلف في قصة الشاب صاحب الـ24 عاما أنه لعب بقميص الأهلي ثم الزمالك، ولكنه في النهاية عندما لفت الأنظار كان لاعبا مع المقاصة. البداية، يحكيها عمرو بركات بنفسه لـFilGoal.com: "لعبت في الأهلي 10 سنوات، كانت بداية مشواري مع كرة القدم مع القميص الأحمر كجناح أيسر. دخلت مدرسة الأهلي وأنا أبلغ من العمر 5 سنوات". "كان علي ماهر رئيسا لقطاع الناشئين، وتدربت على يد مدربين مثل بدر رجب وعلاء ميهوب وحمادة طلبة. ولكن في النهاية رحلت في سن الـ15 لأن جسمي كان ضئيلا مقارنة باللاعبين الآخرين الذين انضموا لفريق الشباب". "كان المدربون في الزمالك يعرفونني، لذلك فضلت الرحيل إلى هناك بحثا عن الفرصة، وانضممت إلى فريق 18 سنة الذي كان يضم وقتها حازم إمام وعلاء علي". "حولوا هناك مركزي إلى ظهير أيسر، وأخيرا نلت فرصتي مع حسام حسن الذي صعدني للفريق الأول. صحيح أنني لم أشارك في المباريات ولكنني كنت راضيا بالتدريب مع نجوم الفريق". "كل هذا تغير مع رحيل العميد وقدوم حسن شحاتة الذي لم يكن مقتنعا بتدرب الناشئين مع الفريق الأول، لأعود إلى فريق الشباب. الحلم يبتعد مرة ثانية". بلجيكا أدرك بركات صاحب الـ17 عاما وقتها أن فرصته مع الزمالك على الأغلب لن تأتي مثلما كان الحال مع الأهلي. لم تمر فترة طويلة حتى طرقت فرصة جديدة باب اللاعب الشاب. الاحتراف في أوروبا. "خلال هذه الفترة، شاهد أحد السماسرة فيديو لي وطلب مني السفر إلى بلجيكا للخضوع في فترة اختيار مع جنك وهناك خضت أكثر من فترة معايشة مع فرق مختلقة حتى انتهت مدة الفيزا". "عدت إلى القاهرة لتجديد الفيزا، ولكن والدي كان يشعر بالقلق من هذا السمسار، وطلب مني الاستمرار في مصر. الحقيقة وافقته في شعوره". "كانت هذه نقطة التحول بالنسبة لي، فعندما كنت أفكر في الاحتراف في أوروبا كان أول ما يأتي في بالي أنني سأصبح لاعبا مشهورا والناس ستتجمع لمشاهدة مبارياته في التليفزيون". هنا وصلنا إلى نقطة التحول في مسيرة بركات الذي حتى سن الـ18 لم يكن حقق شيئا يذكر، حتى بعد عودته إلى تدريبات الزمالك وإعجاب جورفان فييرا به. "مشكلتي هي أنني في كل مرة كنت أظن أنني قريب من الفرصة تختفي بشكل مفاجئ، حتى بعدما حصلت على مجموع 98% في الثانوية العامة ودخلت كلية الهندسة، حولت أوراقي إلى كلية التجارة بعد عامين بسبب التدريبات والمعسكرات الطويلة". "دخل المقاصة في الصورة في هذا العام لأن الزمالك لم يكن قد وقع معي على عقد كلاعب محترف، وأرادوا ضمي". فرصة المقاصة من السهل توقع قرار اللاعب الشاب الذي لم يجد فرصته مع الأهلي والزمالك أو حتى خارج مصر. "انتقلت إلى المقاصة بحلم جديد وبدأت أحصل على فرصتي خاصة بعدما جاء حسام حسن لتدريب الفريق وحتى بعد رحيله حافظت على اللعب على فترات، حتى جاء إيهاب جلال". "حصلت على فرص أكبر مع هذا الرجل الذي أدين له بالكثير من الفضل". لعب بركات أكثر، زادت خبرته وبات حاسما وقت المشاركة. لتتكرر معه حكاية كل موسم.. واحد من قطبي كرة المصرية يريد ضم نجم المقاصة. "سأقول لا للزمالك أو الأهلي أو حتى أي فريق آخر لأكمل الموسم مع المقاصة. أريد التطور مع المقاصة لأنني لم أحقق أي شيء حتى الآن". "عودة حلم الاحتراف في أوروبا هو الشيء الوحيد الذي قد يدفعني للرحيل عن هذا الفريق". "ما أريده الآن هو أن أصبح هدافا للدوري مع المقاصة، أركز على التسجيل في كل مباراة حتى يقترب حلمي أكثر". "حتى المنتخب لا أفكر فيه حاليا، فهي وجهات نظرات فنية ولكنني أركز حاليا على تحقيق طموحي الشخصي وتنمية قدراتي الدفاعية كما يطلب مني إيهاب جلال". سجل بركات 5 أهداف وصنع 3 في 24 مباراة مع المقاصة ليرحل إلى ليرس البلجيكي ويحقق حلم الاحتراف، لكنه الآن يقترب من الأهلي بعدما لم تسر الأمور على ما يرام في بلجيكا.