أعادت السلطات السودانية اعتقال أحد أبرز رموز التيار السلفي - الجهادي الشيخ مساعد السديرة مع عدد من اتباعه، كما أعتقل رئيس «جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة» الشيخ عمر عبد الخالق، ضمن حملة تستهدف الذين يحرضون الشباب على الالتحاق بتنظيم «داعش». يأتي ذلك بعدما عاودت السلطات نهاية حزيران (يونيو) الماضي، اعتقال المنسق العام لـ «تيار الأمة الواحدة» محمد علي الجزولي المتهم بتأييد «داعش»، وذلك بعد 4 أيام من اطلاقه. وأوردت الصفحة الرسمية للسديرة على «فايسبوك» إن السلطات الأمنية اعتقلته إلى جانب «الشيخ عمر عبد الخالق والشيخ صلاح الدين وعدد من طلاب العلم». ويدير السديرة معهداً لتدريس علوم الحديث في ضاحية شمال الخرطوم، لكن السلطات تعتبر المعهد مركزاً للتيار السلفي الجهادي لتجنيد الراغبين في الانضمام الى التيارات الجهادية، مثل «حركة الشباب» في الصومال و»جماعة انصار الدين» في مالي، واخيراً تنظيم «داعش». وأيّد الشيخ علناً زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي، لكنه نفى ضلوعه في إرسال شباب إلى العراق وسورية. وأيّدت «جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة» في الخرطوم على لسان زعيمها السابق سليمان أبونارو، تنظيم «داعش» وبايعت البغدادي. في المقابل أكّد حسبو محمد عبد الرحمن، نائب الرئيس السوداني، ضرورة تعميق وترسيخ المنهج الوسطي للإسلام ومعالجة قضايا الغلوّ والتطرّف والتعصّب. وأضاف أن السودان مع نصرة الإسلام والحق عبر مشروع إسلامي وسطي، وهو النموذج الذي يسأل عنه الكثيرون في العالم، لكنه ليس مع «داعش» أو أي مجموعات تقوم بممارسات بعيدة من وسطية الإسلام وسماحته. وأكّد حسبو في ملتقى، ضمّ علماء وأساتذة جامعات وقيادات فكرية ودعوية، أن ظاهرة الانتماء إلى المجموعات المتطرفة ليست كبيرة، وأن المنضوين تحت مثل هذه التنظيمات من السودانيين عددهم قليل، ولكنها مؤشر لابد من مواجهته بالعمل المخطط والإستراتيجي. في غضون ذلك، اتهمت «حركة تحرير السودان» المتمردة في دارفور بقيادة مني أركو مناوي في الذكرى الـ 14 لتأسيسها، الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، بغض الطرف والتستر على الجرائم التي شهدها إقليم دارفور منذ العام 2003، وأحصت الحركة 7000 قتيل من ضباطها وجنودها خلال الصراع مع الحكومة المركزية. وحمّلت الحركة في بيان نظام الرئيس عمر البشير مسؤولية دفع البلاد إلى الهاوية بتأجيج الصراع فى دارفور وغيرها. وانتقد البيان قادة أفريقيا على «الصمت وغضّ الطرف عن جرائم النظام بدارفور»، مشيراً إلى أن منظمّتي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي «لم تبذلا ما ينبغي لوقف جرائم الإبادة في الإقليم». وأورد البيان: «الأسف لأن الجامعة العربية كان لها دور خفيّ في التستّر على جرائم الخرطوم ضد دارفور».