×
محافظة المنطقة الشرقية

الاتفاق يضم لاعب ريال مدريد

صورة الخبر

ما أجمل أن يكون المسؤول جزءًا من المجتمع، وأن يكون فردًا من أفراده، يمشي في نفس الطرق، ويستخدم نفس الخدمات العامَّة، ويزور نفس الدوائر الحكوميَّة، ويتعامل مع نفس موظفي الاستقبال في كافَّة الجهات، فيدخل من نفس الأبواب، ولا يكون له باب خاص، ويقف في نفس المواقف، فلا يُخصص له موقف، ويشعر بالمعاناة التي قد يشعر بها باقي الناس، ليعرف حقيقة الوضع، بدلاً من الركون إلى ما يصله من تقارير وعروض منمَّقة، ومحاضر لجان لا تعكس الواقع الذي نعيشه. كثيرًا من المسؤولين نجده يُكرِّر في حديثه وكلماته في المحافل العامَّة بأنَّه (لن يهنأ لي بال حتَّى يتمَّ كذا، أو كذا...)، وتأتي مثل هذه الكلمات من المسؤول ليُؤكِّد على حرصه واهتمامه، واستشعاره للمسؤوليَّة الملقاة على عاتقه، ولكن حتَّى يهنأ بال هذا المسؤول يجب عليه أولاً أن يحمل هموم أفراد المجتمع، وأن يعرف تفاصيل المشكلات التي قد يتعرَّضون لها، ويضع الحلول اللازمة لمعالجتها ويتابعها، ويتأكَّد من تطبيقها، ويُكلِّف الأفراد الأكفاء والأمناء للقيام بأداء المهام وفق المطلوب، وحتى يهنأ بال المسؤول يجب أن يعتبر همَّ المجتمع همَّه الشخصيّ، وألم المجتمع ألمه الشخصيّ، كما يجب عليه أن يعرف من اليوم الأول لتسلُّمه المسؤوليَّة بأنَّ هذا المنصب الذي يشغله هو تكليفٌ، وليس تشريفًا، وأن يتأكَّد أن مَن حوله من المساعدين هم من الثقات الذين يتحمَّلون المسؤوليَّة، والذين يحرصون على خدمة الناس، لا خدمة أنفسهم. (لن يهنأ بال المسؤول)، وهو بعيد عن الواقع، أو مشغول بوسائل الإعلام المختلفة، أو إذا كان له ولأبنائه امتيازات خاصة، سواء في التعليم، أو الصحة، أو غيرها من الخدمات العامَّة، كالماء، والكهرباء، والصرف الصحي، أو إذا كان لديه شخص ما في أي مؤسسة، أو جهة خدميَّة تقوم باتمام معاملاته دون أن يتحرَّك من مكانه، أو إذا أحاط نفسه بكثيرٍ من النواب أو المستشارين، وغيرهم من المديرين، الذين لا همَّ لهم إلاَّ حجب الرؤية الحقيقيَّة، وتقديم الصورة غير الواقعيَّة، وإخفاء المعاناة التي قد يتعرَّض لها أفراد المجتمع. راحة البال التي يبحث عنها المسؤول لن يجدها في المكاتب الراقية، ولا في الفنادق الفخمة، ولن يحصل عليها من خلال المعاملة الخاصة، بل سيجدها بين أفراد المجتمع، وسيتمكَّن منها في المكاتب الصغيرة، ومع الموظفين الذين يحرصون على مصلحة المنشأة أكثر من حرصهم على مصالحهم. Ibrahim.badawood@gmail.com