لا تملك إلا الدموع وأنت تشاهد طفلي أم عبدالله، حين تداهمهما حمى البحر الأبيض المتوسط، يصرخ أحدهما بصوت مخنوق حلان.. حلان وهو يتلوى على فراشه، قاصدًا بها حران نتيجة الحمى، فتغلبك الدمعة لهذا المنظر المؤلم. وحمى البحر المتوسط، لمن لا يعرفها، من الأمراض الوراثية الشائعة وخاصة في منطقة ما حول البحر الأبيض المتوسط وعند الأعراق من العرب والأتراك والإيطاليين والأرمن، ونسبة حدوثه بين هذه الشعوب هي واحد بالألف، ولم تسجل حالات في الأعراق والجنسيات الأخرى. تقول أم عبدالله ، حين اتصالها بي مستنجدة، إن الحالة المرضية تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الطفلين إلى 40 درجة، ويرافقها مغص وآلام بالمفاصل، لدرجة أنها تكاد تفقد عقلها حين تداهم الحالة الطفلين، ويتقطع قلبها في وقت نوبة المرض الذي لا تنفع معه مهدئات الحرارة ولا كمادات الماء البارد، وكل المحاولات تصبح قليلة النفع في هذه الحالة. وتضيف استدنت ٢٠٠ ألف ريال وبدأت بعلاجهما بالخارج بمستشفى جريت آور مند بلندن على حسابي الخاص، واستجاب جسدا الطفلين للعلاج لكن عدم وجود المال الكافي جعلني أقطع العلاج، ولم أستطع البقاء لإكمال العلاج في لندن نظرا للتكلفة الكبيرة. وطبقًا لحديث أم عبدالله، يؤكد أطباء مستشفى جريت آور مند بلندن أنه يمكن أن يشفى الطفلان بإذن الله، إلا أن أطباء في السعودية يقولون إنه مرض وراثي لا علاج له، معتمدين على تقارير قديمة عن المرض من منظمة الصحة العالمية، رغم تأكيدات مستشفى لندن أن الأبحاث الجديدة تؤكد الشفاء بنِسَب عالية، وهو ما يجعلنا نتعلق بالأمل بأن الله سيشفيهما. وتتابع الأم، التي لم تفقد الأمل بعلاج طفليها عدت إلى أرض الوطن، بعد أن صرفت كل ما أملكه، ورفعت برقيات لوزارة الصحة لإكمال علاج أبنائي لكنني لم أجد استجابة منهم، كما قلت سابقا معتمدين على تقارير سابقة لمنظمة الصحة العالمية، وكان يمكن لوزارة الصحة أن تسأل المستشفى عن إمكانية الشفاء، وهو ما نأمله من الوزير الجديد توفيق الربيعة. أم عبدالله تقول إنها مدانة لشخص استدانت منه عن طريق الأقساط لعلاج أبنائها حتى أصبحت مطلوبة من المحكمة ومهددة بالسجن. وتناشد المسؤولين بعلاج طفليها بالخارج وإنهاء معاناتهما مع المرض. موضحة أن أحد طفليها منذ أن كان عمره عامًا يعالج بالمستشفى التخصصي في الرياض، والآن عمره 5 أعوام، أما ابنها الآخر فعمره الآن 10 سنوات، وبدأ العلاج بمدينة الملك فهد منذ أن كان عمر عامين.