وصف عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي، محمد الدهماني، الابتكار بأنه «السهل الممتنع»، الذي يمتلكه كل إنسان، وأصبح ضرورياً في جميع مناحي الحياة، مشيراً إلى أنهم وضعوا الابتكار على رأس الاستراتيجية الجديد للوزارة للأعوام الخمسة المقبلة. جاء ذلك خلال منتدى البحرين للابتكار، الذي نظمته جامعة الخليج العربي يوم أمس الخميس (29 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، والذي أكد فيه الدهماني أن الجامعات تعلب دوراً أساسياً في بناء القدرات لدى الطلبة، وتحفيزهم على الابتكار والإبداع، وهي فاعل أول في منظومة الابتكار. ورأى أن الابتكار منظومة لا يمكن حصرها في معنى واحد، وهدفه هو التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مشيراً إلى أنهم في جامعة الخليج العربي أسسوا بشكل رسمي برنامجاً أكاديمياً في بناء الابتكار. وذكر أن التحديات التي تواجه الابتكار هو ارتباطه بجميع المجالات التي تتطلب الاندماج فيما بينها للخروج بالابتكار. ورداً على سؤال «الوسط» عن المجالات التي يمكن الابتكار فيها، أوضح أن كل منطقة تختلف مجالات اهتمامها بالابتكار، فما يهم منطقة الخليج قد لا يكون موضع اهتمام في دول شرق آسيا. وعن حجم الإنفاق على الابتكار، قال الدهماني إنه لا يمكن حصر هذا الإنفاق، ولا توجد أرقام دقيقة، خلافاً لحجم الإنفاق على البحث العملي، الذي يتم الإعلان عن الميزانيات المخصصة له، وهو بحسب التوجه العالمي، ألا يكون أقل من 1 في المئة من نسبة دخل الفرد الخام. وأكد وجود محاولات لدى مختلف الجهات المحلية لاستيعاب القدرة على الابتكار والإبداع، واحتضان المشاريع المبتكرة وجعلها منتجات. من جانبه، أكد أستاذ إدارة الموارد المائية في جامعة الخليج العربي وليد زباري، أن الوضع الحالي للابتكار والإبداع في البحرين ليس الخيار الأفضل، وهو ما يدعو إلى ضرورة وضع إطار لفهم الابتكار وطبيعته. ورأى زباري أن «الابتكار موضوع ذو شجون، ولا أقصد هنا الهموم، وإنما حجم التشعب أفقياً ورأسيا، فهو متشعب ومتعدد الجوانب والمجالات، ومقاييس الابتكار المعتمدة في دولة ما قد لا تكون مناسبة لنا. وشدد زباري على دور الجامعة في تشجيع الابتكار، من خلال اعتماد الأساليب المختلفة في تعليم وتنمية الطلبة، مشيراً إلى أن من الصعب خلق الابتكار من خلال الاعتماد على مجال واحد، إذ لابد من اندماج أكثر من مجال علمي للوصول إلى الابتكار. وألقى زباري المسئولية على الأساتذة الجامعيين في تشجيع الطلبة وخلق ثقافة الابتكار لديهم، «ويجب على الأستاذ الجامعي ألا يبقى في برجه العالي، ويستمر في حالة التلقين، بل يجب أن يأخذ دوراً أكبر من الدور التعليمي والأكاديمي». هذا، وأعلنت الجامعة عن الفائزَين بجائزتي الابتكار للعام 2016، وهما الطالبان محمد الصفار، ورانيا البداح، فيما ذكر مدير قسم الابتكار والتقنية في الجامعة عودة الجيوسي، أن هناك حاجة إلى منظومة وطنية متكاملة تكون مهمتها احتضان الابتكار، والعمل على تطويره. وقال الجيوسي إن الجامعة ستبدأ العام الجديد (2017)، بالمزيد من الخطوات الجادة والعملية في تشجيع الطلبة على الابتكار، إلى جانب التعاون مع مختلف الجهات والأفراد المختصين في الابتكار والإبداع.