×
محافظة المنطقة الشرقية

رطوبة عالية تسوق بشائر المطر

صورة الخبر

من المعروف أن (العنصرية) كانت مستفحلة في جنوب أفريقيا٬ فقد كان هناك رجل أسود فقير طاعن في السن٬ وفي يوم من الأيام شعر الرجل وعائلته بالجوع الشديد ولم يكن لديه أي نقود ليشتري بها لقمة عيش٬ فذهب إلى أحد المخابز٬ فلما بدأ الخباز يخبز غافله الرجل وسرق (5 أرغفة). وفي المحكمة بعد أن قبضوا عليه سأله القاضي الأبيض٬ هل تعترف أنك سرقت؟ فرد عليه الرجل بمنتهى السرعة: نعم٬ أنا سرقتها لأنني كنت جائعًا وأبنائي كادوا يموتون من شدة الجوع٬ وأنا إذا خرجت من هذه المحكمة وأنا جائع سأسرق مجددًا٬ ثم سأله: كم قيمة المسروقات؟ فأجابه: (10 راند)٬ فالتفت إليه القاضي قائلاً: بما أنك كنت جائعًا لذا سأدفعها عنك من أجل أن تسدد للخباز٬ ثم نظر إلى الحاضرين وكان عددهم (48 شخصا) فقال لهم: أنتم أيضا محكوم على كل واحد منكم بـ(10 راند) لأنكم تركتم في بلادكم شخصا اضطر إلى أن يسرق من أجل أن يأكل٬ لذا فعليكم أن تدفعوا الآن٬ فدفعوا كلهم بلا استثناء٬ فجمع القاضي (480 راند) وأعطاها للسارق ثم قال له: خذ هذه من أجل ألا تسرق مرة أخرى واحذر لأنك إذا سرقت من جديد فسوف تعاقب بشدة٬ وخاطب الجميع قائلاً: وأنتم إذا رأيت بينكم أحدًا محتا ًجا في بلادكم مرة أخرى فسوف تعاقبون أنتم أيضا. وقد قدر البعض للقاضي تصرفه الإنساني٬ وبالمقابل هاجمه البعض بشدة مدعين أنه بحكمه ذاك يشجع على السرقة. وبما أننا في مجال السرقات أبعدني الله عنها – أقصد أبعدني عن من يسرقوني ­ لأنني من أنصار (عض قلبي ولا تعض رغيفي). وإليكم سرقة أخرى غير أنها من الوزن الثقيل٬ وعليكم أن تستحملوها: ففي عام (1995 (اتهم (جيوش شاه)٬ وهو مراقب في شركة (Tyco – (المصنفة ضمن أفضل (500 (شركة في العالم – واختلس منها المراقب (988000 (دولار٬ وحكم عليه ووافق على أن يسدد (728000 (دولار على الفور٬ والباقي بالتقسيط. غير أن المدير التنفيذي للشركة (كوزلوسكي) غضب ورفض وكتب للمحكمة قائلاً: إنني أرى أن الجريمة التي اقترفها السيد (شاه) بشعة٬ فهو لم يفجع المساهمين في هذه الشركة فحسب٬ ولكنه أي ًضا خان الثقة والأمانة. وعادت المحكمة وحكمت على المراقب بالسجن عدة سنوات. وفوق ذلك كرمت الشركة المدير التنفيذي في حفل عام حضره لفيف من وجوه المجتمع. والمفارقة أنه لم يمض على ذلك سوى عام واحد٬ حتى اتهم (كوزلوسكي) باختلاس (600 (مليون دولار من الشركة – انتهى. وللأسف هناك بعض البشر في عالمنا العربي من (يبلع الجمل٬ ويغص بالإبرة)٬ ومع ذلك يطبطبون على ظهره قائلين له: (صحتين). نقلا عن الشرق الأوسط