×
محافظة الرياض

بالفيديو.. الدفاع المدني يحاول السيطرة على حريق شب في أحد المصانع بشرق الرياض

صورة الخبر

متابعات أحمد العشرى(ضوء):لم يدر بخلد «زبيدة» ذات السبعة عشر ربيعا أن الخاطرة التي دونتها في دفترها المدرسي هي آخر ما ستكتبه يداها ويخطه قلمها قبل وفاتها بأسبوع إثر خطأ طبي قتل أحلامها ووارى تطلعاتها الثرى. «راحت نور عيني» بهذه الكلمات الحزينة بدأت أشجان محمد صالح والدة «زبيدة» حديثها بينما تكفف دموعها تارة وتستنطق كلماتها تارة اخرى لتعبر عن الالم العميق الذي يعتصر قلبها على رحيل ابنتها الكبرى التي كانت تحلم بتخرجها من الثانوية العامة لتلتحق بالجامعة للحصول على وظيفة تمكنها من مساعدة والدها في رحلة الحياة الطويلة. و بحسب صحيفة عكاظ تقول أشجان كانت زبيدة هادئة وخجولة ولم يكن لها في المدرسة سوى صديقتين وكانت تترجم مشاعرها بصمت عبر كتابة الخواطر والرسم على كراسة المدرسة، وسطرت خاطرة اخيرة وكأنها تودع الحياة من خلال كلماتها. واضافت قبل أن يصيبها الم الزائدة كان مطلوبا منها أداء واجب مدرسي إلا أنها لم تتمكن من إتمامه، وعند توجهها الى المستشفى صارحتني بوجود خلاف بينها وصديقة مقربة لها وأنها تود الاتصال عليها للتصالح معها، وفعلا تم ذلك. من جانبها اشارت آسيا السليماني «عمة زبيدة» إلى اجتماع العائلة في أول أيام عيد الأضحى المبارك والمفارقة العجيبة أن زبيدة كانت مجتمعة مع فتيات العائلة حتى وقت متأخر من اليوم على غير العادة، وعند عودتها للمنزل كانت في قمة السعادة بعد حصولها على هدايا (عيدية) من فتيات الاسرة. واضافت كانت زبيدة تتميز بالهدوء والخجل، ودائما ما تعبر عما يجول في خاطرها بالقلم للكتابة والفرشاة والألوان للرسم. زبيدة لديها شقيقة اسمها غدير وشقيق اسمه زياد يقطنون في منزل شعبي مكون من غرفتين. وجهة نظر ومنذ أن تبين للإنسان أن الموت هو المواجهة الأخيرة مع المجهول لم يكن مفاجئاً له المعاناة الدائمة من الخوف منه خصوصاً من يعاني من القلق و التوتر و الهلع. و إذا كان الموت أمراً حتمياً فإنه من المستحيل الهروب من حقيقة الخوف منه ... خصوصاً إذا علمت أن الخوف من الموت يحدث لكثير من الناس رغم اختلاف ثقافاتهم..فمعظم الناس ينفرون من الحديث عن الموت لأنه ينهي أي فرصة لهم للاستمرار في متع و مباهج الحياة. أما بالنسبة للإنسان المؤمن فالموت لا يمثل له ذلك المجهول الذي يرهبه و يرعبه و لكنه قضاء الله و حكمته و كما أن للحياة حكمة كذلك فإن للموت حكمة و غاية. إن اتجاهنا نحو الموت اتجاه متناقض ذلك لأننا نسلم به و لا ننكره ولكننا نكرهه و نتوقعه و نود أن يتأخر . نعترف به و لكن ننساه و من الجدير بالذكر أيضاً أننا جميعاً نخشى الموت و لكن بدرجات متفاوتة... فالخوف من الموت بدرجة منخفضة أمر سوي و عادي ، بل ومطلوب طالما دَفَع إلى الاستعداد له بالعمل الصالح و عدم الاغترار بالدنيا . و الخوف من الموت بدرجة مرتفعة و التفكير في ذلك ليل نهار.. بدون القدرة على وقف هذا التفكير أمر غير سوي أي أنه علامة مرضية تدل على اضطراب انفعالي شديد ، خصوصاً إذا أدى إلى اليأس و ترك العمل بل و أحياناً ترك الواجب كمن يضيع من يقوت أو يفقد الرجاء في رحمة الله .