ينام الظالم لكن الموجوع يظل ساهراً يرقب الفجر أو الفرج، يرقب النور فيسعى خلف مظلمته أو فرج إلهي يكشف عنه كربته. هذا ما حدث بالتحديد مع «ناريمان» والدة المعنفة «دارين» التي قام طليقها بتعنيف طفلتهما ذات الثلاثة أشهر و10 أيام من أجل الضغط عليها للعودة إلى بيت الطاعة، ولكن كانت «ناريمان» قد اتخذت خيارها وهو «ألا عودة». اختارت «ناريمان» الساعة ٣.٤٣ فجراً لإطلاق زفرتها بعد أن فاض بها الكيل وتقطعت بها السبل وضاقت عليها الدروب، فغردت قائلة عبر تويتر «بيدكم وصلوا الموضوع ورجعوا لي بنتي فأبوها رايح يقتلها ويهددني بالمقاطع» ولم تجد ذلك الاهتمام لا سيما أنها تكتب تحت اسم وهمي وهو «أم تريد بنتها بحضنها». طال عليها الأمد ولم تجد ذلك التجاوب -بحسب قولها- لتقرر القرار الأخير وتقوم بإدراج المقاطع التي توضح محاولة طليقها كتم أنفاس «دارين» وهي تصرخ، وفي مقطع آخر يقوم بصفع الطفلة على وجهها، ومقطع ثالث يظهر كيف تجرد الأب من الرحمة وأصبح يدخن بجوار الطفلة وهو يتلذذ بتعذيب والدتها من خلال هذه المقاطع. ثم قامت بربط تغريدتها مع الفنان فايز المالكي الذي قام بعمل إعادة التغريدة وانفجر الوضع وتعالت صيحات المغردين ودشنوا هاشتاق #أم تريد بنتها بحضنها. وعلى الفور تفاعلت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وغرد المتحدث خالد أبا الخيل في حسابه الشخصي عند ١١.٠٠ ص «طلبنا من صاحب الحساب التواصل معنا للتأكد من صحة وتفاصيل الحالة»، وعند ٢.٠٠ ظهرا استلمت الأم المكلومة مكالمة بأن طفلتها بأمان في مكتب مدير فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة، فيما قبضت الجهات الأمنية على الوالد المعنف.