×
محافظة مكة المكرمة

ضبط مواد تجميل منتهية الصلاحية في مراكز نسائية

صورة الخبر

كنا نشاهد حوادث مصر الدامية في قنوات التلفزيون العالمية نتألم لحالهم ونستمع لكل ألوان التحليل والمنطق، غير ان مفاهيم التبرير المتداولة لم تكن مقنعة كي يدمر الشعب نفسه بنفسه وتثور فئة ضد الاغلبية للاستحواذ على الحكم تحت اي مسمى، ثم تذكرت مقالا كتبه الدكتور مصطفى محمود منذ سنوات مخاطبا ابن بلده، وارسلته احدى القريبات عبر الواتس اب منذ فترة، وفكرت كم كانت عقلانيته سابقة لزمنه يرحمه الله. أود هنا ان انقل المقال لما له من تشابه لما يحدث في مصر الغالية: لا تصدقني اذا قلت لك انك تعيش اكثر بذخا من حياة كسرى وانك اكثر ترفا من امبراطور فارس وقيصر الرومان وفرعون مصر. ولكنها الحقيقة!! إن اقصى ما استطاع فرعون مصر ان يقتنيه من وسائل النقل كان عربة كارو يجرها حصان. وانت عندك عربة خاصة، وتستطيع ان تركب قطارا، وتحجز مقعدا في طائرة! وامبراطور فارس كان يضيء قصره بالشموع وقناديل الزيت.. وانت تضيء بيتك بالكهرباء! وقيصر الرومان كان يشرب من السقا.. ويحمل اليه الماء في القرب وانت تشرب مياها مرشحة من حنفيات ويجري اليك الماء في انابيب! والامبراطور غليوم كان عنده أراجوز.. وانت عندك تلفزيون يسليك بمليون اراجوز. ولويس الرابع عشر كان عنده طباخ يقدم أفخر أصناف المطبخ الفرنسي.. وانت تحت بيتك مطعم فرنسي، ومطعم صيني، ومطعم ياباني، ومحل محشي ومحل كشري ومسمط، ومصنع مخللات، ومعلبات، ومربيات وحلويات! ومراوح ريش النعام التي كان يروح بها العبيد على وجه الخليفة في قيظ الصيف ولهيب آب، عندك الآن مكانها مكيفات هواء تحول بيتك الى جنة بلمسة سحرية لزر كهربائي! انت امبراطور، وكل هؤلاء الاباطرة جرابيع وهلافيت بالنسبة لك.. ولكن يبدو اننا أباطرة غلب علينا الطمع.. ولهذا فنحن تعساء برغم النعم التي انعم الله علينا. فمن عنده سيارة لا يستمتع بها، وانما ينظر في حسد لمن عنده سياراتان. ومن عنده سياراتان يبكي على حاله لان جاره يملك بيتا. ومن عنده بيت يكاد يموت من الحقد والغيرة لان فلانا لديه عقارات. وفي النهاية يسرق بعضنا بعضا، ويقتل بعضنا بعضا حقدا وحسدا. ثم نلقي بقنبلة ذرية على كل هذا الرخاء.. ونشعل النار بألم في بيوتنا.. ثم نصرخ بأنه لا توجد عدالة اجتماعية.. ويحطم الطلبة الجامعات.. ويحطم العمال المصانع.. والحقد - وليس العدالة - هو الدافع الحقيقي وراء كل الحروب. ومهما تحقق الرخاء للافراد فسوف يقتل بعضهم بعضا، لان كل واحد لن ينظر إلى ما في يده، وانما إلى ما في يد غيره، ولن يتساوى الناس ابدا. فإذا ارتفع راتبك ضعفين فسوف تنظر الى من ارتفع اجره ثلاثة أضعاف، وسوف تثور وتحتج، وتنفق راتبك في شراء المسدسات، لقد اصبحنا اباطرة.. تقدمنا كمدينة وتأخرنا كحضارة.. ارتقى الانسان في معيشته.. وتخلف في محبته! انت امبراطور.. هذا صحيح.. ولكنك اتعس امبراطور، الا من رحمه الله بالرضى.. وعز من قال (وقليل من عبادي الشكور).