جميلة هي عندما ترتدي معطفها في الشتاء، فلا ترى إلاَّ السحاب يلفها من كل مكان، فلا تدري مَن يعانقُ مَن؟ السحاب أم هي؟ فكلاهما عاشق للآخر، شتاؤها البارد تدفئه أنفاس أبنائها المتيّمين، وصيفها الزَّاهي تلوّنه ابتساماتهم، وسهراتهم، فكما تجدهم في الصيف، تجدهم في الشتاء، فلا ترى إلاَّ الجمال، ولا تسمع إلاَّ زغاريد المحبين، وتمتمات العاشقين، فهي كما قال الشاعر: جمالٌ فوقَ مَا وُصفَ الجمالُ وحسنٌ ليسَ يشبههُ مثالُ جميلة هي الباحة، وتزداد حسنًا وبهاءً بأبنائها الأوفياء والعاشقين لها، ولكن هناك عتب المحبين، فبقدر ما أحبّوها وأحبّتهم، إلاَّ أنَّهم نسوا أن لها حقوقًا عليهم، فكما احتضنتهم وهم صغار، تنتظر منهم ردَّ الجميل وهم كبار، بالمساهمة في إقامة المشروعات على سفوح جبالها، وفي ربوع أوديتها. فهناك رجال الأعمال، وهناك أصحاب المشروعات من أبنائها، نسوها في زحمة أعمالهم، ولم يلتفتوا لها ولو بمشروع يساهم في نهضتها، ويزيد من ألقها كواجهة سياحية، فلو أعطوها قليلاً من وقتهم، ومن مشروعاتهم كما أعطوها من حبّهم، لأعطتهم ضعف ما يتوقّعون، فالباحة منطقة بكر، وكنز لم يحسّن استغلاله، فهم أولى بخيراتها، وهي أحق بعطائهم ومشروعاتهم، فلو منحوها القليل لوجدوا غادة حسناء لا تنافس إلاَّ نفسها، وعندنا مثل معروف يقول (ما يبني الديرة إلاَّ حصاها). الباحة ينقصها الكثير من المشروعات والخدمات التي تجذب المصطافين، فالمشروعات فيها قليلة، والخدمات لا تكفي الحاجة، فالباحة تحتاج إلى مبدعين ينثرون فيها إبداعهم على قمم جبالها، بإقامة المتنزَّهات، والمطاعم، والاستراحات، فالمطلوب من هيئة السياحة، وأمانة الباحة، إقامة المشروعات، وتوجيه الدعوات للشركات، ولرجال الأعمال لزيارة الباحة، وطرح الفرص الاستثمارية أمامهم، وتشجيع المستثمرين، وعقد ورش العمل في مجال السياحة والاستثمار، واستضافة المنتديات والمؤتمرات المحلية والدولية، كما تحتاج إلى حملات إعلامية مكثّفة على مستوى المملكة والخليج. t:@Sahfan_Press rwem@hotmail.com