إذا سقطت شجرة عظيمة اهتزت اﻷرض، كلمات أفضل ما تقال عن الملك عبدالله، ومع أنه قضى العمر الافتراضي في الحياة، إلا أن صدمة فراقه عظيمة، إنه إنسان الغالبية حزنت ودمعت عيونهم عليه، دخل القلوب، بطهارة قلبه، له هيبة وشخصية مميزة منذ عرفناه لكن من كلمة واحدة منه تكتشف فيه إنسانا بسيطا كأي قريب من متحدثه، كلماته لها صدى محبب ولها مكان للسامع، لم يطغيه الجاه والمال، وحتى بعد حمله لقب ملك، لم يغير من شكله أو أسلوبه، هو نفس الشخص كلماته بسيطة عفوية محببة كأي والد يتكلم بين أبنائه، دوما تمنيت أن أحظى بمقابلته والحديث معه، لكن لم يحالفني الحظ.. شعوري نحوه كوالدي رحمهم الله جميعا. ومع قصر فترة حكمه، إلا أن إنجازاته نفعت فئات كثيرة من الشعب بعد أن كانت فئات من الموظفين تعاني من رواتب شحيحة لا تفي بمتطلبات الحياة الرئيسية، فالرواتب كانت تصل لحد أدنى 1500 ريال أو أقل للمواطن، فأصدر مرسوما ملكيا بوضع حد أدنى للرواتب 5000 ريال، وفتح الموارد البشريه لدعم الراتب القليل. ودعمه للتعليم عن طريق فتح مجال الابتعاث لكلا الجنسين لمدة 10 سنوات واستفاد منه عشرات الآلاف، وتسهيل كافة متطلباتهم وتكاليف مرافقيهم، حتى ينالوا أفضل العلوم، وهذا العدد من المبتعثين لن تجد له مثيلا بجميع الدول، ومع عودة المبتعثين تم توفير وظائف مناسبة لتلك المرحلة. ولا ننسى إصداره لحافز لمساعدة طالبي العمل والتكفل بمصاريفهم حتى يجدوا عملا (ومع أنه كان عاما وواضحا لكن لبسه من التعقيدات التي لم تفرض من بداية إصدار الملك للقرار، ونأمل أن يكون دائما لمن يجد صعوبة في العمل). وللملك عبدالله شرف إدخال المرأة للعمل العام كغيرها من نساء العالم، فهي تعمل بكل مكان، بعد أن كانت تعمل بمجالات قليلة وأماكن العمل شحيحة، وتم توفير فرص مناسبة لمن لم تكمل تعليمها في أعمال، الاتصالات أو البيع في اﻷسواق، وتم إلزام كافة مؤسسات الدولة والشركات بوضع أماكن معزولة للنساء للعمل، بعد أن كانت غالبية الوظائف حكرا على الرجال، ولتعمل بشكل قانوني، ويكون لها دخل ثابت، (نحن في البداية ونحتاج لدراسات لمعرفة مدى الاستفادة وتذليل كافة العقبات من مواصلات وأوقات دوام وحضانات لتناسب المرأة، ولا يكون الهدف فقط توفير عمل ودخل) . وله من اﻹنجازات الكثير، وأعماله لبت شيئا من حاجات المواطنين، وأهم إنجاز حصل عليه هو خدمة بيت الله وتيسير كافة الخدمات وإزالة كافة العقبات، وتسخير كافة أجهزة الدولة (خصوصا اﻷمنية) حتى لا يوجد به إلا الركع السجود والمعتمرون والحجاج، فهو مكان من أفضل أماكن ومناطق العالم أمنا وبفضل من الله، عندما سخر له أيادي أمينة، وعيونا ساهرة لا تنام، وضعت اعتبارا لقبلة المسلمين. ومهما قلت وتكلمت وغيري، إلا أنه فاز بحب الناس صغيرهم وكبيرهم، وقليل ما يجمع الناس على حب شخص لم يروه مباشرة ولم يتحدثوا معه، كلها صور وكلمات وأفعال، رحمك الله يا ملكنا وجبر قلوبنا على فراقك، اللهم اغفر له وارحمه ووالدينا واجعلهم في عليين وكل من أحسن إلينا وجميع المسلمين. وفي النهاية أبارك لنفسي ولكل المواطنين وهنيئا لنا بملكنا سلمان ويارب يكون خير خلف لخير سلف، رابط الخبر بصحيفة الوئام: وداعا.. ملك السعودية رحل