زيارة الرئيس ميشيل عون تفتح باب تصحيح العلاقات مع السعودية وتبديد مخاوفها في أن تقع الأسلحة التي تنوي تقديمها للبنان في يد حزب الله. العربشادي علاء الدين [نُشرفي2017/01/12، العدد: 10510، ص(2)] عهد جديد بيروت – خيبت المملكة العربية السعودية توقعات حزب الله بعدم تجديد الهبة المالية التي تمنحها للبنان، وأعطت فرصة مشروطة للرئيس اللبناني ميشال عون لإثبات حسن النوايا. وأطلقت السعودية مسارا جديدا لعودة العلاقات مع لبنان إلى سابق عهدها ولإعادة تفعيل هبتها المجمدة للجيش والقوة الأمنية، وربطته بمدى نضج السياسة اللبنانية، وقدرتها على خلق شروط إيجابية لا تتناقض مع دور المملكة ومصلحتها. وأنهت الرياض عهد الهبات غير الموصولة بسياق سياسي ومؤسساتي واضح والذي ربما كان يضرّ أكثر مما ينفع. وتسعى حاليا إلى بناء منطق جديد في التعامل مع لبنان. ولم يظهر مشهد الانفتاح السعودي المشروط مع لبنان فقط في محادثات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس ميشال عون، بل انسحب كذلك على اللقاءات الوزارية الثنائية التي عقدها الوزراء المشاركون في الزيارة، التي أجراها عون الاثنين والثلاثاء إلى الرياض، مع نظرائهم السعوديين. وتظهر السياسة اللبنانية رغبة في تفادي التصعيد مع السعودية وتكتسب عودة العلاقات معها طابع المطلب الذي تجمع عليه كل الأطراف، حتى تلك التي كانت تجاهر بإعلان العداء لها من قبيل حزب الله. ويظهر الحزب نوايا حسنة في ما يخص عودة السياح الخليجيين إلى لبنان، وعودة الاستثمارات الخليجية. ويعود السبب في ذلك وفق محللين، إلى كون الحزب يحاول في هذه المرحلة تسهيل الظروف لإنتاج أمان اقتصادي عام، كي يغطي من خلاله على الأزمات السياسية الكبرى التي يرجح أن تنفجر في المرحلة القادة مع تطورات الوضع في سوريا وما سيفرضه عليه من خيارات. وترسم هذه الأجواء خارطة عودة سعودية آمنة إلى البلد مرحليا، لأن شبكة المستفيدين من هذه العودة لم تعد تشمل فقط سعد الحريري والتحالفات التي أقامها مع عدة أطراف وازنة، بل باتت تشمل الأطراف التي تحارب السعودية في لبنان مع شبكة تحالفاتها. وينظر النائب عن كتلة المستقبل النيابية محمد الحجار إلى زيارة عون إلى السعودية بوصفها مقدمة لمسار تصحيح العلاقة، وخطوة أولى تسمح بخلق دينامية سياسية فاعلة وإيجابية، يمكنها أن تنسف الآثار السلبية للممارسات السابقة. ويعتبر النائب عن كتلة القوات اللبنانية فادي كرم أن شكل العلاقة مع السعودية “يتخذ الشكل الصحيح، حيث يقوم على عملية تبادل مشترك للمصالح. من هنا لا أعتقد أن الصيغة التي اقترحتها السعودية لعودة الهبة، وعدم إعادتها بشكل مباشر تتضمن نوعا من فرض الشروط، بل هي تعبير عن المطالبة باستكمال الشكل الطبيعي للعلاقات بين الدول”. :: اقرأ أيضاً الإمارات تنكس الأعلام حدادا على سفراء الإنسانية تدخل عسكري روسي وشيك في ليبيا اضطهاد المسيحيين أقل عنفا وأكثر انتشارا حرب باردة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء على تجديد الخطاب الديني في مصر