يكاد يكون (الوعي) جزءاً لا يتجزأ.. تقريباً.. ولا يعني هذا أن يكون الفرد.. أو المجتمع ملمين بكل الأمور ولكنه يعني (رجاحة العقول) ورجاحة العقل هبة من الله جل وعز.. ثم هي نتاج التربية بكل أطيافها الواسعة.. في الأسرة والمدرسة والأنظمة ووسائل الإعلام ومناهج التعليم والاتعاظ بما حدث للغير فضلاً عن فهم الدروس من التجارب الخاطئة.. ومجتمعنا السعودي لا يزال الوعي الاجتماعي والاقتصادي فيه دون المأمول، ولذلك مظاهر نرصد بعضها ونتمنى أن تقوم أبحاث اجتماعية ميدانية برصدها.. فمن تلك المظاهر: الاهتمام الزائد بالأحلام وتفسيرها!.. تفشي الإسراف. ذهاب الكثيرات والكثيرين للدجالين والمشعوذين من أدعياء الطب النفسي والجسدي مع أنهم لا يفقهون شيئاً وإنما يأكلون أموال الناس بالباطل.. تسليم الكثيرين أموالهم التي جعلها الله لهم قياماً إلى سفهاء أو نصابين، كما حدث في كثير من المساهمات العقارية، وبطاقات سوا، وكل من ادعى أنه يستطيع تحقيق أرباح لمن يعطيه الناس أموالهم!! ومن هؤلاء أفراد يديرون محافظ أسهم لناس كثيرين بدون تصريح ولا قيد ولا شرط، بل الشروط كلها لصالح المدير غير النظامي وضد صاحب المال غير الواعي، فالمدير - غير المصرح له - يشترط أن يأخذ ربع الربح ولكنه لا يشارك في الخسارة أبداً (داخل في الربح سالم من الخسارة) هؤلاء هم الذين نفخوا بعض أسهم الخشاش والتأمين فوق حقها بأضعاف، لمجرد أن عدد أسهمها قليلة، يشترون بمالهم الخاص والسهم رخيص، ثم بأموال من يخافونه أو يرجونه، ثم يرفعونها بأموال من لا يهتمون بهم فإذا أصابوهم بخسارة فادحة قالوا هذا السوق ربح وخسارة! سوء القيادة في الشوارع وعدم الالتزام بالذوق والأخلاق والنظام عند كثيرين ممن يقفون في الممنوع ويسدون على الآخرين ويخرجون من الشوارع الفرعية مسرعين متحدين إلى آخره.. ومع أننا أمة وسط إلاّ أن كثيرين أفرطوا إما في التساهل أو في التنطع.. إن الوعي هبة العقل.. والعقل نعمة!